اقتصاد: هل تراهن السعودية والإمارات على المعدن الخفيف؟
يمن فيوتشر - الحرة -رويترز: السبت, 09 مارس, 2024 - 04:23 مساءً
اقتصاد: هل تراهن السعودية والإمارات على المعدن الخفيف؟

سلط تقرير لوكالة رويترز، الجمعة، الضوء على معدن الليثيوم المهم، بعد أن نقل عن 3 مصادر لم يكشف عن هويتها، أن السعودية والإمارات تسعيان لاستخراجه عبر شركتي "أرامكو" و"أدنوك"، من المياه المالحة في الحقول النفطية التابعة للشركتين.
ورفضت المصادر تقديم تفاصيل حول تقنية استخراج الليثيوم المباشر التي سيتم استخدامها من قبل الشركتين العملاقتين.
وبحسب رويترز، فإنه يمكن للسعودية والإمارات الاستفادة من الخبرة في التعامل مع المياه المالحة في مواقع إنتاج النفط، بما يتماشى مع الجهود المبذولة لتنويع اقتصاداتهما والاستفادة من التحول إلى السيارات الكهربائية.
ولم ترد أرامكو على طلب للتعليق، وامتنعت أدنوك كذلك عن التعليق.

 

ما هو الليثيوم؟
الليثيوم هو معدن قلوي ناعم وخفيف، يعتبر في ظل الظروف القياسية العنصر الصلب الأقل كثافة. ويُعرف بأنه أحد أخف المعادن.
ومثل جميع عناصر الفلزات القلوية، فإن الليثيوم شديد التفاعل وقابل للاشتعال، ويجب تخزينه في فراغ أو جو خامل أو سائل خامل، مثل الكيروسين المنقى أو الزيوت المعدنية.
ويستخرج الليثيوم عبر طريقتين، إحداهما من مناجم مفتوحة، وهي عملية تقليدية مكلفة وصعبة بيئيا، أما الثانية فتكون عبر المياه الجوفية المالحة على عمق أكثر من 4000 قدم تحت سطح الأرض، وهي طريقة حديثة نسبيا.
وبسبب قابليته للذوبان كأيون، فهو موجود في مياه المحيط ويتم الحصول عليه عادة من المحاليل الملحية، إذ يتم عزل معدن الليثيوم كهربائيا من خليط من كلوريد الليثيوم وكلوريد البوتاسيوم.
يُستخدم الليثيوم في بطاريات السيارات الكهربائية لأنه خفيف الوزن ويمكنه تخزين الكثير من الطاقة، كما يمكن إعادة شحنه بشكل متكرر.
ويقدّر محللون أن الطلب على الليثيوم سيزداد 10 أضعاف قبل نهاية هذا العقد، حيث تقدم شركات "تسلا" و"فولكس فاغن" و"جنرال موتورز"، وغيرها من شركات صناعة السيارات، العشرات من النماذج الكهربائية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".
كما أن البطاريات بحاجة إلى مكونات أخرى مثل الكوبالت، للحفاظ على استقرارها وعمرها.

 

هل يمكن المراهنة عليه؟
ارتفعت أسعار الليثيوم بسرعة في عامي 2021 و2022، مع الاتجاه نحو زيادة تصنيع السيارات الكهربائية التي تعتمد على البطاريات، عوضا عن الوقود الأحفوري التقليدي.
لكن ذلك الارتفاع سرعان ما انخفض في عام 2023. وأدى الضعف الاقتصادي العالمي حاليا إلى انخفاض شراء السيارات الكهربائية الجديدة، مما أثر على أسعار الليثيوم، وفقا لرويترز.
وانخفضت أسعار الليثيوم بنحو 80 بالمئة منذ أن وصلت إلى ذروتها في نوفمبر 2022، حيث أدى التباطؤ في مبيعات السيارات الكهربائية إلى وفرة المعروض، حسب الوكالة.
وأشارت رويترز إلى أنه بالرغم من ذلك، فإن شركات صناعة السيارات الرائدة هي من بين أولئك الذين يبحثون عن إمدادات جديدة من الليثيوم، تحسبا للطلب المستقبلي.
وأنشأت السعودية علامتها التجارية الخاصة بالسيارات الكهربائية "سير"، وبنت مصنعا للمعادن الخاصة بهذا النوع من السيارات.
ويهدف صندوق الثروة السيادي السعودي، إلى إنتاج 500 ألف سيارة كهربائية من نوع "سير" سنويا، بحلول عام 2030.
يأتي ذلك في ظل محاولات السعودية، التي يعتمد اقتصادها على النفط لعقود من الزمن، تحويل نفسها إلى مركز للمركبات الكهربائية، كجزء من خطة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، لتنويع مصادر الدخل.
كما أن الإمارات لديها خططها الخاصة في هذا المجال، من خلال سيارة "ربدان" الكهربائية المصنوعة محليا عن طريق شركة "إن دبليو تي إن".
لكن في الوقت الراهن، "لا يمكن للمستثمرين المراهنة على الليثيوم، لأن سوق العقود الآجلة لا يزال غير متطور"، حسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير لها، الشهر الماضي.


التعليقات