الرياض: القمة العربية الإسلامية ترفض توصيف حرب غزة بدفاع عن النفس وحملة إسرائيل على حماس تنتقل للمستشفيات
يمن فيوتشر - رويترز: السبت, 11 نوفمبر, 2023 - 10:48 مساءً
الرياض: القمة العربية الإسلامية ترفض توصيف حرب غزة بدفاع عن النفس وحملة إسرائيل على حماس تنتقل للمستشفيات

دعت القمة العربية الإسلامية التي استضافتها السعودية يوم السبت إلى وقف الحرب في غزة ورفضت توصيف التصرفات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين بأنها دفاع عن النفس.

وجاء في البيان الختامي أن القمة تدين "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية التي ترتكبها حكومة الاحتلال الاستعماري".
في غضون ذلك، قال مسؤولون فلسطينيون إن طفلا رضيعا لقي حتفه وإن عشرات المرضى الآخرين معرضون للخطر بسبب إطلاق إسرائيل النار في محيط أكبر مستشفى في غزة يوم السبت، في حين قالت إسرائيل إنها قتلت مسلحا تابعا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) كان قد منع إخلاء مستشفى آخر.
وتطالب إسرائيل بإخلاء المستشفيات الواقعة في شمال غزة من الأطباء والمرضى وآلاف الأشخاص الذين لجأوا إليها حتى تتمكن من التعامل مع مسلحي حماس الذين تقول إنهم أقاموا مراكز قيادة تحتها وفي المناطق المحيطة بها.
وتنفي حماس استخدام المستشفيات على هذا النحو. وتحذر الطواقم الطبية من أن المرضى قد يموتون إذا نقلوا إلى خارج المستشفيات، فيما يقول مسؤولون فلسطينيون إن نيران الأسلحة الإسرائيلية تجعل من مغادرة المستشفيات أمرا خطيرا.
وقال أحمد المخللاتي، وهو طبيب كبير يعمل في جراحات التجميل بمستشفى الشفاء، لرويترز "إنها منطقة حرب والأجواء مخيفة تماما هنا في المستشفى".
وأضاف "هناك قصف مستمر منذ أكثر من 24 ساعة، لم يتوقف شيء، كما تعلمون، يأتي (القصف) من الدبابات ومن الشارع ومن الغارات الجوية".
وأضاف أن معظم العاملين في المستشفى والأشخاص الذين لجأوا إليه غادروا، لكن 500 مريض ما زالوا هناك.
ونفى الجيش الإسرائيلي تعريض المستشفى للخطر.
وقال الكولونيل موشيه تترو قائد مديرية التنسيق والارتباط لقطاع غزة، وهي وكالة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية معنية بالشؤون المدنية في القطاع، "تدور اشتباكات بين قوات جيش الدفاع الإسرائيلي وعناصر حماس الإرهابيين حول المستشفى. لا يوجد إطلاق نار على المستشفى ولا يوجد حصار".
وأضاف أنه على اتصال دائم بمدير المستشفى و"قلت له عدة مرات: يمكننا التنسيق من أجل أي شخص يريد مغادرة المستشفى بسلام".

وقال محمد أبو سلمية مدير المستشفى في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة إن المستشفى تعرض لهجمات إسرائيلية وإن وضع المصابين خطير.
وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة أن القصف الإسرائيلي أدى إلى مقتل مريض في العناية المركزة.
وقال القدرة إن قناصة الجيش الإسرائيلي المتمركزين على أسطح المباني القريبة من المستشفى يطلقون النار على المجمع الطبي من وقت لآخر، مما يحد من قدرة المسعفين والناس على الحركة.
وأضاف "نحن الآن محاصرون داخل مجمع الشفاء الطبي والاحتلال (الإسرائيلي) يستهدف معظم المباني بداخله".
وذكر أن العمليات في مستشفى الشفاء توقفت بعد نفاد الوقود.
وأضاف "نتيجة لذلك توفي طفل رضيع في قسم الحضانة حيث يوجد هناك 45 من المواليد الجدد".

•اشتباكات طول الليل
قال السكان إن قوات الجيش الإسرائيلي اشتبكت مع مسلحي حماس طوال الليل داخل وحول مدينة غزة حيث يقع المستشفى.
وبدأ الجيش الإسرائيلي حربا للقضاء على حماس بعد أن شنت هجوما عبر الحدود في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي "مقاتلونا يخوضون اشتباكات ضارية في محيط مجمع الشفاء الطبي وحي النصر ومخيم الشاطئ".
ويضم حي النصر عدة مستشفيات كبرى.
وقال الجيش الإسرائيلي، في معرض رده على سؤال عما إذا كان يعتزم دخول مستشفيات غزة في مرحلة ما، "يتعين إخلاء المستشفيات من أجل التعامل مع حماس. نعتزم التعامل مع حماس التي حولت المستشفيات إلى مواقع محصنة".
وتنفي حماس استخدام المستشفى لأغراض عسكرية وطلبت من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر إرسال بعثات إلى مستشفى الشفاء للتحقيق في المزاعم الإسرائيلية.
وقالت إسرائيل في وقت سابق إنها قتلت شخصا وصفته بأنه "إرهابي" من حماس زعمت أنه منع إخلاء مستشفى آخر في شمال القطاع، وهو مستشفى أفاد مسؤولون فلسطينيون بأنه خارج الخدمة وتحيط به الدبابات.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "احتجز (أحمد) صيام نحو ألف من سكان غزة رهائن في مستشفى الرنتيسي ومنعهم من المغادرة جنوبا حفاظا على سلامتهم".

وأضاف أن صيام قُتل مع مسلحين آخرين في أثناء اختبائهم في مدرسة البراق. وقال مسؤولون فلسطينيون لرويترز يوم الجمعة إن 25 فلسطينيا على الأقل قتلوا في قصف إسرائيلي على المدرسة التي كانت مكتظة بالنازحين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، ومقرها الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، إن 39 رضيعا معرضون للخطر في مستشفى الشفاء.
وكانت وزيرة الصحة مي الكيلة قد قالت في وقت سابق إنهم لقوا حتفهم بسبب عدم وصول الأوكسجين أو الدواء إليهم وانقطاع الكهرباء، لكن الوزارة صححت المعلومة لاحقا وقالت إن أحدهم توفي وإن 39 في خطر.
وحذرت الوزارة من أن "عدم إدخال الوقود إلى المشافي سيكون حكما بإعدام البقية، والحاضنات ستتمكن من العمل حتى مساء اليوم فقط، وبعدها سينفد الوقود".

• "نخشى أن نفقدهم"
في مكالمة أخرى للتعليق على بيان الوزارة، أكد القدرة أنه لا يوجد كهرباء ولا إنترنت في المستشفى.
وأضاف "نبذل قصارى جهدنا لإبقائهم على قيد الحياة، لكننا نخشى أن نفقدهم في الساعات المقبلة"، في إشارة إلى الأطفال والمرضى الآخرين المعرضين للخطر.
وأشار إلى انقطاع الكهرباء تماما عن المستشفى.
وقال مسؤولون في غزة يوم الجمعة إن صواريخ سقطت في باحة مستشفى الشفاء، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إن مقذوفا أطلقه مسلحون فلسطينيون في غزة أخطأ هدفه وأصاب مستشفى الشفاء.
وذكرت إسرائيل يوم السبت أن الصواريخ لا تزال تطلق من غزة على البلدات الجنوبية حيث قالت إن هجوما شنه مسلحون تابعون لحماس تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 الشهر الماضي. وخفضت إسرائيل يوم الجمعة عدد القتلى من 1400.
وقال مسؤولون فلسطينيون يوم الجمعة إن 11078 من سكان غزة قُتلوا في الضربات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، 40 بالمئة منهم من الأطفال.
وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن أفراد الطاقم الطبي الذين تتواصل معهم المنظمة في مستشفى الشفاء اضطروا إلى مغادرة المستشفى بحثا عن الأمان.
وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الجمعة "الكثير من الآلاف الذين لجأوا إلى المستشفى أجبروا على الإخلاء بسبب مخاطر أمنية، بينما لا يزال الكثيرون هناك".
وفي مستشفى القدس، استعانت الفرق الطبية بأضواء الكشافات بينما كانت تعالج المرضى حسبما ظهر في مقاطع مصورة نشرها الهلال الأحمر الفلسطيني. وهذا المستشفى هو واحد من أربعة مستشفيات قال مسؤولون فلسطينيون يوم الجمعة إن الدبابات الإسرائيلية حاصرتها.
وأعلنت إسرائيل يوم السبت زيادة عدد الأماكن التي قالت إنها ستوقف إطلاق النار فيها لعدة ساعات حتى يتمكن سكان شمال غزة من التحرك جنوبا وأضافت أن كثيرين منهم فعلوا ذلك.
وقال متحدث باسم الجيش "شهدنا خلال الأيام الثلاثة الماضية عملية إجلاء جماعي لما لا يقل عن 150 ألف شخص... وقد شهدنا إجلاء المزيد من الأشخاص اليوم مع تنفيذ الهدنة الإنسانية في منطقة جباليا".
وقال مسؤول أمريكي الأسبوع الماضي إن عدد الموجودين في شمال غزة يتراوح بين 350 ألفا و400 ألف.
ودعت الدول الإسلامية والعربية في بيان بعد اجتماعها في السعودية إلى "كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل مساعدات إنسانية وإسلامية ودولية تشمل الغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري".
كما طالب البيان الختامي للقمة "جميع الدول بوقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى سلطات الاحتلال التي يستخدمها جيشها والمستوطنون الإرهابيون في قتل الشعب الفلسطيني وتدمير بيوته ومستشفياته ومدارسه ومساجده وكنائسه وكل مقدراته".


التعليقات