بدأ الكويتيون، الثلاثاء الإدلاء بأصواتهم، لاختيار ممثليهم الخمسين في مجلس الأمة وذلك للمرة الثالثة خلال سنتين ونصف، وذلك بحثا عن مخرج لسباق سياسي ظهرت فيه تباينات حكومية وتشريعية أدت إلى حل المجلس مؤخرا.
يبلغ عدد الناخبين 793 ألفا و646، ويختارون 50 نائبا لمجلس الأمة من 207 مرشحين بينهم 17 سيدة، في يوم تم فيه تعطيل العمل بالدوائر الحكومية ليتفرغ المواطنون لممارسة حقهم الانتخابي.
أزمات متتالية
وتعيش الكويت أزمات متتالية بسبب الصراع بين الحكومة التي يعينها أمير البلاد أو نائبه، والبرلمان المنتخب انتخابا مباشرا من الشعب، الأمر الذي أعاق الإصلاحات الاقتصادية والمالية في البلد الغني بالنفط. إذ تأتي انتخابات مجلس الأمة الحالية بعد حكم المحكمة الدستورية في مارس/آذار 2023 الذي أبطل انتخابات سبتمبر/أيلول 2022 وأعاد برلمان 2020، الذي كان ولي العهد أمر بحله العام الماضي، بعد أزمة سياسية طاحنة بين نواب المعارضة، وحكومة الشيخ صباح الخالد الصباح آنذاك.
دخلت الحياة السياسية بعد هذا الحكم حالة من الغموض، لا سيما أن برلمان 2020 الذي تمت إعادته، لم يكن على وفاق مع الحكومة الجديدة التي يرأسها الشيخ أحمد نواف الصباح نجل أمير البلاد.
في أول مايو/أيار 2023، تم حل برلمان 2020، مرة ثانية بمرسوم أميري والعودة للشعب لاختيار ممثليه من جديد، وأصدر ولي العهد، الذي يتولى معظم صلاحيات الأمير، بعدها مرسوما آخر بإجراء الانتخابات البرلمانية التي تجرى اليوم.
ويذكر أن مجلس الأمة تأسس في 23 يناير/ كانون ثان 1963، ولا يصدر قانون في الكويت إلا إذا أقره المجلس وصدّق عليه أمير البلاد.
ويتمتع المجلس بنفوذ قوي يخوّل له استجواب رئيس الحكومة والوزراء، إضافة إلى التصويت على حجب الثقة، وكان سببا لتباينات عديدة مع الحكومة أدت لحله مرات عديدة واستقالة وإقالة حكومات متعاقبة بتاريخ البلاد.