واصل سعر الغاز الأوروبي ارتفاعه الثلاثاء مسجلا أعلى مستوياته منذ سعره القياسي في آذار/مارس، غداة إعلان مجموعة غازبروم الروسية خفضا جديدا لإمداداتها إلى أوروبا عبر خط أنابيب نورد ستريم.
وجرى التداول بغاز تي تي إف الهولندي، الغاز الطبيعي المرجعي في أوروبا، بحدود سعر 192,00 يورو للميغاواط ساعة، مسجلا المستويات التي شهدها عند بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، ما أدّى إلى ارتفاع أسعار النفط أيضًا.
أعلنت المجموعة الروسية العملاقة للطاقة غازبروم الاثنين أنها ستخفض شحنات الغاز إلى أوروبا عبر خط انابيب "نورد ستريم" إلى 33 مليون متر مكعب يوميا اعتبارا من الأربعاء.
وذكرت الشركة بأنها ستعلق عمل توربين آخر بسبب "مشكلة تقنية في المحرك".
وأوضحت عبر حسابها على تلغرام "ستصبح القدرة الإنتاجية لمحطة الضغط بورتوفايا 33 مليون متر مكعّب في 27 تموز/يوليو"، أي نحو 20% من سعة خط أنابيب "نورد ستريم" مقابل 40% حاليًا.
واقترحت المفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي على الدول الأعضاء خفض استهلاكها للغاز بنسبة 15% على الأقلّ اعتبارا من آب/أغسطس من أجل قضاء فصل الشتاء بدون مواجهة كارثة كبرى.
وتوصلت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق الثلاثاء بشأن كيفية خفض استهلاك الغاز بنسبة 15 في المئة وخفض اعتمادها على الإمدادات الروسية.
وقالت رئاسة الاتحاد الأوروبي "لم تكن مهمة مستحيلة!"، مضيفة "توصل الوزراء إلى اتفاق سياسي على خفض الطلب على الغاز قبيل الشتاء المقبل".
وكانت شحنات الغاز الروسي تمثل حوالى 40% من واردات الاتحاد الأوروبي حتى العام الماضي.
واعتبر المحلّل تاماس فارغا لدى مجموعة "بي في أم" PVM للطاقة أن "الأسهم الأوروبية بعيدة عن مستوى 90% المطلوب وهناك مخاوف متزايدة من أن تستخدم روسيا الغاز الطبيعي كسلاح للحصول على تنازلات من الغرب" في إطار الغزو الروسي لأوكرانيا.
ورأى وزير الطاقة في الجمهورية التشيكية الثلاثاء أن ارتفاع أسعار الغاز "دليل إضافي" على ضرورة أن "تخفّض أوروبا، في أسرع وقت ممكن، اعتمادها" على الغاز الروسي. وتتولى الجمهورية التشيكية الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
ومن ناحية النفط، ارتفع سعر برميل خام برنت من بحر الشمال للتسليم في أيلول/سبتمبر 1,45% إلى 106,67 دولار.
وارتفع سعر برميل النفط الأميركي غرب تكساس الوسيط للتسليم في نفس الشهر بنسبة 1,73% إلى 98,37 دولار.
وأوضح المحلّل لدى شركة الوساطة المالية البريطانية "أكتيف تريدز" ActivTrades ريكاردو ايفانجيليستا أن المخاوف بشأن إمدادات أوروبا من الغاز الروسي لها تأثير جانبي على أسعار النفط إذ "من المرجّح أن يؤدي ضغط محتمل للغاز المسلّم إلى أوروبا إلى ارتفاع الطلب على النفط وأنواع موارد طاقة أخرى مثل الديزل".
وقال المحلّل ستيفن إينيس من شركة "اس بي آي أسيت مانجمنت" SPI Asset Management السويسرية إن "العرض المادي المحدود والذي زاد بسبب خفض إمدادات الغاز الروسي، هو مصدر الأرباح".
ولفت إلى أن اتساع فجوة الأسعار بين خام برنت وغرب تكساس الوسيط (بين 8 و9 دولارات الآن)، "علامة على تشديد أكبر في أوروبا من ما هو الوضع في الولايات المتحدة".