أكد وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان، دعم بلاده لروسيا كعضو في "أوبك بلس" مع تصاعد المطالب لزيادة إنتاج النفط وتشديد العقوبات الغربية على موسكو وحظر الاتحاد الأوروبي المحتمل لواردات النفط الروسية.
وقال الوزير السعودي في تصريحات لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن الرياض تأمل "في التوصل إلى اتفاق مع أوبك بلس.. التي تشمل روسيا "، مؤكدا على ضرورة تقدير قيمة تحالف الدول المنتجة للنفط في المجموعة.
واعتبرت الصحيفة تصريحات الأمير السعودي "علامة مهمة" على دعم الحليف التقليدي للولايات المتحدة لروسيا، حيث يحاول الغرب عزل البلاد بينما يتراجع إنتاجها النفطي.
ومع تواصل الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا، رفضت السعودية ضغوطا أميركية لزيادة الإنتاج بهدف خفض الأسعار، التي ارتفعت إلى ما فوق 100 دولار للبرميل منذ بدء الحرب في فبراير. وأعلنت السعودية والإمارات التزامهما بقرارات تحالف "أوبك بلس".
وهناك اتفاق إنتاج جديد مطروح على جدول الأعمال، مع انتهاء الحصص المطبقة منذ أبريل 2020 في غضون ثلاثة أشهر، فيما يعاني مستهلكو الطاقة من ارتفاع أسعار النفط التي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ عقد.
وقال الوزير إن من السابق لأوانه تحديد شكل الاتفاق الجديد بالنظر إلى حالة عدم اليقين في السوق، لكنه أضاف أن "أوبك بلس" ستزيد الإنتاج "إذا كان الطلب موجودا".
وفي تصريحات نقلتها وكالة فرانس برس، قبل أيام، قال الوزير السعودي إن بلاده ستكون قادرة على زيادة قدرتها اليومية لإنتاج النفط بأكثر من مليون برميل لتتخطى 13 مليون برميل يوميا مطلع العام 2027.
وأفاد الوزير السعودي في مؤتمر للطاقة في المنامة إن الإنتاج سيبلغ "على الأرجح 13.2 إلى 13.4 (برميل يوميا) لكن ذلك سيكون في نهاية 2026 أو بداية 2027".
وتابع أن بلاده ستحافظ على هذا المستوى من الإنتاج "إذا سمح السوق بذلك".
والتزمت "أوبك بلس" باتفاقها لعام 2020 ، الذي بموجبه يرفع أعضاء التحالف إجمالي الإنتاج كل شهر 430 ألف برميل يوميا.
لكن إنتاج روسيا انخفض منذ بداية حرب أوكرانيا من حوالي 11 مليون برميل في اليوم في مارس إلى متوسط 10 مليون برميل في اليوم في أبريل.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية انخفاضه إلى أكثر من ذلك بما يصل إلى 3 ملايين برميل في اليوم، إذا فرضت القوى الغربية عقوبات أكثر صرامة لتقليل اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية، بما في ذلك حظر الاتحاد الأوروبي المحتمل على واردات النفط.
وقال الوزير في مقابلته مع فاينانشال تايمز إنه يجب إبعاد السياسة عن "أوبك بلس"، مضيفا أن التحالف سيكون ضروريا لإجراء "تعديلات منظمة" في المستقبل.
ونسقت المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم ، حصص إنتاج النفط مع روسيا، منذ عام 2016، من خلال "أوبك بلس".
وسعت الرياض إلى السير في مسار محايد منذ غزو روسيا لأوكرانيا. وتحدث ولي العهد، محمد بن سلمان، مرتين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ الغزو. وهذا الشهر، هنأ هو والملك سلمان الزعيم الروسي بمناسبة "يوم النصر".
وألقى الويزر السعودي في تصريحه باللوم في ارتفاع أسعار البنزين على نقص الطاقة التكريرية العالمية والضرائب، قائلا إنه خلال السنوات الثلاث الماضية "فقد العالم بأسره حوالي 4 ملايين برميل من طاقة التكرير، 2.7 مليون برميل منها منذ بداية كوفيد".
وقال إنه لتخفيف الاختناقات في قدرة الإنتاج والتكرير، يتعين على الحكومات تشجيع الاستثمار في الهيدروكربونات حتى مع تحول بعض الدول إلى الطاقة النظيفة.