أعلنت شركة "أرامكو" السعودية أنها حققت زيادة بنسبة 82 بالمئة في أرباحها في الربع الأول من 2022، مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي بفضل ارتفاع أسعار النفط الذي جعلها أغلى شركة في العالم في القيمة السوقية.
ويشكّل الإعلان استمرارا للأخبار السارة للاقتصاد السعودي الذي يحقق أسرع معدل نمو منذ عقد بفضل عائدات قطاع النفط.
وقالت الشركة في بيان إنها حققت "صافي دخل ربع سنوي بزيادة بنسبة 82 بالمئة، من 81,4 مليار ريال (21,7 مليار دولار) في الربع الأول من عام 2021 إلى 148,0 مليار ريال (39,5 مليار دولار) في الربع الأول من العام الحالي".
وأشارت إلى أن "الارتفاع جاء مدفوعا في المقام الأول بارتفاع أسعار النفط الخام وأحجام بيعه، وتحسّن هوامش أرباح أعمال التكرير والمعالجة والتسويق".
ويأتي الإعلان عن أرباح أرامكو الفصلية بعد أربعة أيام من إطاحة الشركة النفطية السعودية مجموعة التكنولوجيا الأميركية العملاقة "آبل" كأغلى شركة في العالم في القيمة السوقية إذ بلغت قيمة أسهمها 2,42 تريليون دولار مقابل 2,37 تريلون دولار لآبل.
وفي آذار/مارس، أعلنت أرامكو أنها سجلت زيادة في صافي أرباحها السنوية في 2021 بنسبة 124 بالمئة مقارنة بالعام 2020 حين ضربت جائحة كورونا اقتصادات العام.
لكنّ أرامكو التي تعد درة تاج اقتصاد المملكة، تواجه تحديات أمنية يسببها استمرار المواجهة بين التحالف العسكري بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين والذين استهدفوا باستمرار المنشآت النفطية للشركة في ارجاء البلاد.
ففي آذار/مارس، تعرضت منشآت الشركة العملاقة لهجمات متعددة شنتها طائرات مسيّرة هاجمت محطة توزيع منتجات بترولية في جنوب المملكة ومعمل للغاز الطبيعي ومصفاة نفط في غرب المملكة.
وتسبب اعتداء على مرافق "شركة ينبع ساينوبك للتكرير" (ياسرف) إلى "انخفاض مستوى إنتاج المصفاة بشكلٍ مؤقّت"، كما ذكرت أرامكو حينذاك.
وفي أيلول/سبتمبر 2019، أدّت الهجمات على المنشآت النفطية لشركة أرامكو، أكبر مصدر للنفط الخام في العالم، إلى خفض إنتاج المملكة إلى النصف موقتًا.
وأعلنت الشركة الأحد أنها سجلت أرباحًا ربع سنوية قياسية منذ طرحها العام الأولي في عام 2019. كما أعلنت عن "توزيعات أرباح بقيمة 18,8 مليار دولار" ستدفعها خلال الربع الثاني من هذا العام.
وقررت توزيع سهم منحة واحد مقابل كل 10 أسهم مملوكة في الشركة.
وقال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين أمين الناصر إن المجموعة "تواصل التركيز على الإسهام في تلبية الطلب العالمي على الطاقة الموثوقة، مع الاستمرار في رفع مستوى الاستدامة".
•النفط يقود النمو
مطلع أيار/مايو، أعلنت السعودية أنها حققت أسرع معدل نمو اقتصادي لها منذ عقد بفضل عائدات قطاع النفط، مسجلة زيادة بنسبة 9,6 بالمئة في الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من 2021.
ورفضت السعودية، أحد أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم، ضغوطا أميركية لزيادة الانتاج بهدف خفض الأسعار التي ارتفعت في شكل كبير منذ بداية الحرب في أوكرانيا.
وهي تقود مع روسيا تحالف "اوبك بلاس" الذي يضم مجموعة الدول المصدرة وخارجها ويتحكم بكميات الإنتاج في السوق.
وأعلنت السعودية والإمارات التزامهما بقرارات التحالف، ما يبرز استقلال الرياض وأبوظبي المتزايد عن حليفهما منذ زمن طويل واشنطن.
وفي نيسان/أبريل، قال صندوق النقد الدولي إنه من المتوقع أن ينمو إجمالي الناتج المحلي السعودي بنسبة 7,6 بالمئة عام 2022، مع ارتفاع أسعار الخام الأسود نتيجة للحرب في أوكرانيا.
منذ تسلم الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد في 2017، تنكب المملكة على محاولة تنويع الاقتصاد عبر دعم قطاعات الترفيه والرياضة والسياحة وغيرها، بهدف وقف الارتهان التاريخي للنفط.
أُدرجت أرامكو في البورصة السعودية في كانون الأول/ديسمبر 2019 بعد أكبر عملية طرح عام أولي في العالم وصلت قيمته إلى 29,4 مليار دولار مقابل بيع 1,7 في المئة من أسهمها.
ويقود هذه الجهود صندوق الاستثمارات العامة الذي تبلغ إجمالي أصوله 480 مليار دولار ويرئسه ولي العهد. وقد حصل الصندوق في شباط/فبراير الماضي على 4 بالمئة من أسهم شركة أرامكو تقدّر قيمتها بنحو 80 مليار دولار، وذلك بهدف دعم عمله من أجل تنويع الاقتصاد.