اقتصاد: هل يصل سعر الفضة إلى 100 دولار؟
يمن فيوتشر - سي ان بي سي الإثنين, 13 أكتوبر, 2025 - 12:59 مساءً
اقتصاد: هل يصل سعر الفضة إلى 100 دولار؟

أثار الاهتمام بالذهب ضجة كبيرة في الأسواق هذا العام، لكن الفضة كانت تواكب المسار بهدوء، لتبلغ في نهاية المطاف مستوى قياسياً جديداً، يقول محللون إنه قد يتضاعف خلال الأعوام المقبلة.

فقد تجاوز سعر الفضة الفورية الأسبوع الماضي حاجز 50 دولاراً للأونصة للمرة الأولى، قبل أن تقلّص مكاسبها. وفي تداولات صباح الاثنين في لندن، ارتفعت الفضة بنسبة 2.4% لتتداول قرب 51 دولاراً للأونصة، في حين صعدت العقود الآجلة في نيويورك بنسبة 4.5% إلى نحو 49 دولاراً.

ومنذ بداية العام، قفزت الفضة الفورية بأكثر من 78%، مقارنة بارتفاع الذهب الفوري بأكثر من 50%. وقد استفاد المعدنان معاً من الإقبال على أصول الملاذ الآمن وسط تقلبات أسواق المال، إضافة إلى اختلال واضح بين العرض والطلب في سوق الفضة

قال بول سيمز، رئيس إدارة منتجات السلع والدخل الثابت لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة «إنفيسكو»، لـ CNBC، إن الارتفاع القياسي للذهب هذا العام دفع المستثمرين إلى التفكير في تخصيص جزء من رؤوس أموالهم للمعادن النفيسة الأخرى.

وأوضح سيمز أن «الاهتمام بالفضة ازداد عندما تجاوزت نسبة الذهب إلى الفضة حاجز 100 مرة، عقب موجة الارتفاع التي شهدها الذهب بعد “يوم التحرير”، وهي نسبة لم نشهدها هذا القرن سوى خلال الجائحة، وتبعتها آنذاك انعكاسة حادة».

وأشار إلى أن المستثمرين ينظرون الآن إلى الفضة كوسيلة لحفظ القيمة، مبيّناً أنه حتى هذا الأسبوع لم تكن الفضة قد بلغت مستوى قياسياً منذ عام 2011، في حين حقق الذهب 39 رقماً قياسياً جديداً منذ بداية العام.

وأضاف سيمز أن للفضة استخدامات عملية لا يضاهيها الذهب، موضحاً أن «الاستخدامات الصناعية للذهب محدودة، بينما تُعد الفضة معدناً يُنظر إليه كأداة استثمارية لحفظ القيمة، فضلاً عن استعمالاته الواسعة في الإلكترونيات والتقنيات المرتبطة بالطاقة المتجددة».

وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ باتجاه الأسعار المقبلة، أكد سيمز أن موجة ارتفاع الفضة في 2025 تجاوزت التوقعات، مضيفاً: «المعنويات تجاه الذهب والفضة لا تزال إيجابية، ومستويات الانكشاف الاستثماري عليهما منخفضة نسبياً، ما يجعل من غير المرجح أن تتأثر الأسعار بعمليات جني الأرباح، خصوصاً في ظل بقاء الأسهم عند مستوياتها القياسية. وإذا استمر التفاؤل، فمن الممكن تماماً أن تواصل الفضة ارتفاعها».

من جانبه، عزَا بول وليامز، المدير الإداري لشركة «سولومون غلوبال» لتجارة الذهب والفضة، ارتفاع الفضة إلى «قوى حقيقية وملموسة» بخلاف المضاربات التي دفعتها إلى الذروة عام 1980.

وقال في مذكرة بحثية: «العجز الهيكلي المتزايد، والطلب الصناعي القياسي، وتسارع الاستثمارات في التقنيات الخضراء، كلها عوامل تُقلّص المعروض وتدفع الأسعار إلى الأعلى». وأضاف أن «الفضة، رغم أنها لا تملك كل خصائص الذهب كملاذ آمن، فإن دورها المزدوج كعنصر صناعي ومخزن للقيمة ما زال يجذب المستثمرين الباحثين عن الاستقرار والمكاسب».

وتُعد الفضة عنصراً أساسياً في العديد من الصناعات، إذ تُستخدم في تصنيع المفاتيح الكهربائية والألواح الشمسية والهواتف المحمولة، فضلاً عن استخدامها في أشباه الموصلات التي تُغذي طفرة الذكاء الاصطناعي.

ورأى وليامز أن العوامل الأساسية المحرّكة للسوق لا تُظهر أي مؤشرات على التراجع، مما يشير إلى إمكانية استمرار صعود الفضة حتى عام 2026. وقال: «على الرغم من بلوغها مستوى قياسياً، لا تزال الفضة رخيصة مقارنة بالذهب، وفي ظل الظروف الحالية، فإن بلوغ سعرها 100 دولار للأونصة بحلول نهاية 2026 احتمال واقعي».

ويتشارك هذا الرأي فيليب غيزلز، كبير الاستراتيجيين في «بي إن بي باريبا فورتيس»، الذي كان يتوقع منذ أكثر من عام بلوغ سعر الفضة 50 دولاراً، ويرى بدوره أن قيمتها قد تتضاعف من مستوياتها الحالية.

 

مزيد من المكاسب

وأوضح غيزلز أن «الأرقام الكبيرة تجذب المستثمرين كالمغناطيس، فعندما يدخل السعر في مجال الجاذبية لتلك الأرقام، نرى عادة تسارعاً في الشراء وذروة في الطلب». لكنه أشار إلى احتمال حدوث توقف مؤقت في موجة الارتفاع الحالية، قائلاً: «بعد ارتفاعات قوية كهذه، من المعتاد أن نشهد فترة استراحة، قد تتخللها حركة تصحيحية عنيفة أو استقرار نسبي للأسعار لبعض الوقت، أو مزيج من الأمرين، إذ لا بد من امتصاص حالة التشبع الشرائي».

وأضاف أن العوامل التي أشعلت موجة الارتفاع ما زالت قائمة، ما يعني برأيه أن المجال لا يزال مفتوحاً لمزيد من المكاسب، موضحاً: «لقد أدرك المستثمرون منذ بداية هذا العام أنه في عالم تسوده التضخمات والتقلبات، ومع استمرار البنوك المركزية في طباعة النقود لدعم النظام المالي، لا بد من امتلاك الأصول الحقيقية لحماية القوة الشرائية، وهذه الأصول تشمل العقارات والأسهم والنبيذ وربما قبل كل شيء المعادن النفيسة».

وختم غيزلز قائلاً: «نحن لا نزال في بداية ما يمكن أن يكون واحداً من أكبر الأسواق الصاعدة في التاريخ الحديث. ولن أفاجأ إذا رأيت سعر الفضة يتجاوز بكثير 100 دولار في المستقبل القريب».


التعليقات