رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على الصين إلى 125 بالمئة، بينما أعلن تعليق معظم التعرفات على عشرات الدول الأخرى لمدة 90 يوما، في خطوة مفاجئة بدلت مزاج الأسواق العالمية. البورصات الأوروبية والآسيوية ارتفعت بحدة وسط ارتياح عام، فيما سجل الذهب قفزة جديدة تجاوزت 3205 دولارات للأوقية في المعاملات الفورية.

في المقابل، دخلت الرسوم الصينية الإضافية بنسبة 84 بالمئة على المنتجات الأمريكية حيز التنفيذ، وانخفض اليوان إلى أدنى مستوى له منذ 2007، في وقت خسرت بورصة وول ستريت أكثر من 6 بالمئة مع تزايد قلق المستثمرين من تصعيد جديد في الحرب التجارية. وأنهت سوق الأوراق المالية الأمريكية الجلسة على تراجع حاد، إذ خسر مؤشر ناسداك أكثر من 6 بالمئة، وتراجع داو جونز بنسبة 5 بالمئة، وS&P 500 بنحو 5.68 بالمئة.

تقلبات العملات

على صعيد العملات، تراجع الدولار دون عتبة المئة للمرة الأولى منذ تموز/يوليو 2023، وسجل أمام الفرنك السويسري أدنى مستوى له منذ عشر سنوات، فيما واصل اليورو مكاسبه وبلغ أعلى مستوياته منذ شباط/فبراير 2022.

قلق أممي وتحذيرات من تداعيات واسعة

وفي الأمم المتحدة، دعت الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) ريبيكا غرينسبان واشنطن إلى تجنيب الدول الفقيرة آلام الرسوم، محذرة من تباطؤ عالمي سيطال الجميع، ليس فقط القوى المنخرطة في الحرب التجارية. الموقف الأممي عبر عن مخاوف من تضرر الدول الأكثر ضعفًا، ومنها الجزر الصغيرة والبلدان الأقل نموا، وهو ما سبق أن حذر منه الأمين العام أنطونيو غوتيريس.

أما ردود الفعل الدولية فقد تراوحت بين الترحيب والتحفظ. رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أكدت تعليق الإجراءات الأوروبية المضادة لإفساح المجال أمام المفاوضات، بينما أبدت دول آسيان موقفا موحدا ضد التصعيد لكنها امتنعت عن اتخاذ تدابير انتقامية.

وفي أمريكا اللاتينية، دعا الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إلى تشكيل جبهة مناهضة للرسوم الأمريكية، معتبرا أن هذه السياسات تزعزع استقرار الاقتصاد العالمي. وفي كندا، وصف رئيس الوزراء مارك كارني قرار ترامب بأنه مهلة مرحب بها للأسواق. أما أستراليا، فرفضت عرضا صينيا للتعاون، مؤكدة نيتها تقليص اعتمادها على بكين لا الدخول في مواجهات تجارية مشتركة معها.