اليمن: ترتيبات حكومية جديدة لإستيراد وتوزيع الوقود
يمن فيوتشر - العربي الجديد - محمد راجح: الإثنين, 21 ديسمبر, 2020 - 04:30 مساءً
اليمن: ترتيبات حكومية جديدة لإستيراد وتوزيع الوقود

[ المقر الرئيسي للبنك المركزي اليمني عدن- إرشيف ]

كشفت مصادر مطلعة في الشركة اليمنية للنفط والبنك المركزي اليمني بعدن، عن ترتيبات جديدة لتنظيم استيراد المشتقات النفطية التجارية وحصر توزيعها في جميع المحافظات عبر شركة النفط الحكومية فقط، بحيث يتولى البنك المركزي عملية توفير العملة الأجنبية لتجار الوقود، ومساعدتهم على فتح الاعتمادات المستندية لاستيراد البنزين والديزل.
و تحدثت المصادر لـ"العربي الجديد"، عن مساع حثيثة لإحداث تغيير شامل في السياسة المالية خلال الفترة القادمة، بما يؤدي إلى تعزيز قدرة البنك المركزي وتوفير العملات الصعبة، بهدف تمكينه من الإيفاء بالتزاماته وأهمها تغطية متطلبات الاستيراد وتغطية احتياجات الأسواق المحلية من السلع الأساسية.
ووفق المصادر، يتوقع البنك المركزي، عقب تشكيل الحكومة الجديدة، الحصول على موارد مالية، سواء عبر وديعة خارجية من السعودية، أو من الموارد العامة التي تأمل السلطات المالية الحكومية أن ترفع الجهات التي لا تمثلها مثل المجلس الانتقالي الجنوبي أو الحوثيين، يدها عنها لتتاح للسلطات الرسمية تحصيلها وإعادة الدورة النقدية وتوحيد قنواتها عبر البنك المركزي اليمني في عدن.
وبينما تهدف الترتيبات الجديدة إلى إعادة ضبط موارد الدولة وتنظيم عمليات استيراد الوقود، فإن القلق يسيطر على المواطنين والأنشطة الاقتصادية المختلفة في العديد من المدن، حيث ظل الوقود في قلب الصراع بين الأطراف المتناحرة على مدار السنوات الست الأخيرة.
وتلوح في الأفق أزمة وقود جديدة في العديد من المناطق الواقعة شمالي وغرب البلاد، حيث يشكو سائقو مركبات وشاحنات ومزارعون وصناعيون من صعوبة بالغة في الحصول على احتياجاتهم الكافية من البنزين والديزل، مع قيام السلطات المعنية بتقنين ضخ الكميات المتوفرة لديها عبر مجموعة محدودة من محطات التعبئة في صنعاء ومناطق أخرى، فيما انخفضت حدة الأزمة التي كانت تعاني منها مدن أخرى مثل عدن ومحافظات في جنوب اليمن منذ مطلع الأسبوع الماضي.
 في الأثناء، نظمت شركة النفط اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وقفة احتجاجية أمام مكتب الأمم المتحدة في صنعاء، للتنديد بما قالت إنه استمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية من قبل التحالف والحكومة اليمنية.
المسؤولون في الشركة أكدوا استمرار احتجاز نحو 10 سفن محملة بالوقود، أهمها السفينة "بندج فكتوري" التي وصلت فترة احتجازها إلى 8 أشهر ونصف، وبلغت الغرامات عليها نحو 5 ملايين دولار، وهو ما يعادل قيمة الشحنة.
وقطع الطرفان، الحكومة اليمنية والحوثيون، في استوكهولم على أنفسهم التزاما يتمثل في استخدام إيرادات موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى المحصلة من استيراد الوقود كالضرائب والجمارك في دفع رواتب موظفي القطاع العام في كل اليمن، إلا أن التقدم في هذا الملف ما زال بطيئاً، وهو ما قد يفاقم الوضع المعيشي المتردي.
وتصل فاتورة الأجور والمرتبات في اليمن إلى حوالي 75 مليار ريال شهرياً، منها 50 مليار ريال (الدولار يعادل 780 ريالا) لموظفي الخدمة المدنية يستفيد منها 1.25 مليون موظف وأسرهم.
في المقابل، بلغت حصة الحكومة من إنتاج النفط الخام التي سلمتها للمصافي المحلية وصدّرتها للخارج 34.3 مليون برميل عام 2014. وبافتراض انخفاض القدرة الإنتاجية لحقول النفط حالياً نتيجة الحرب بنحو 50%، تبقى هناك إمكانية لتعبئة 1.8 مليار دولار سنوياً، بما يمثل 97% من إجمالي مرتبات موظفي الدولة، في حال حصلت الحكومة اليمنية على تسهيلات أكبر لإعادة التصدير والتوافق على تضييق هوة الانقسام المالي، واستئناف تصدير الغاز الطبيعي المسال الذي بلغت حصة الحكومة منه 753.5 مليون دولار عام 2014، وفق محللين اقتصاديين.
ولن يقتصر الأثر الإيجابي لاستئناف إنتاج وتصدير النفط والغاز على دفع المرتبات، بل سيمتد إلى كل المؤشرات والموازين الاقتصادية الكلية، بما في ذلك تمويل واردات السلع الأساسية بسعر الصرف الرسمي، وتهدئة تقلبات سعر الصرف، والحد من موجات التضخم، واستئناف الدورة النقدية في الاقتصاد، وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في البلاد.

 


كلمات مفتاحية:

التعليقات