تتوقع قناة السويس إيراداتٍ عالية تصل إلى 9 مليارات دولار خلال السنة المالية القادمة 2024/2025 على الرغم من الضربة الكبيرة التي تعرضت لها خلال الأشهر الماضية بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
يقترب هذا من الإيرادات القياسية السابقة للقناة البالغة 9.4 مليارات دولار في السنة المالية 2022/2023 قبل بِدء الحرب الإسرائيلية في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، والتي أدت إلى استمرار هجمات الحوثيين.
في مارس/ آذار، قال رئيس الوزراء (مصطفى مدبولي) إن إيرادات قناة السويس السنوية انخفضت بأكثر من 50%.
وعلى الرغم من جهود التحالف البحري بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة الهجمات، استمر الحوثيون في استهداف سفن البحر الأحمر، خاصة تلك المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ووقعت أحدث هجمات الحوثيين قبيل بضعة أيام فقط عندما استهدفوا سفنًا يُعتقد ارتباطها بإسرائيل، اثنتان في خليج عدن وواحدة في المحيط الهندي.
وأدت التوترات في البحر الأحمر إلى تحويل عديد شركات الشحن سفنها من قناة السويس، التي كانت تعبر منها 12% من التجارة العالمية، إلى الطريق الأطول بكثير عبر رأس الرجاء الصالح.
وقال رئيس هيئة قناة السويس (أسامة ربيع)، إن أحداث البحر الأحمر أدت إلى تحويل 3,395 سفينة، وفقًا لبيانٍ تم تداوله في وسائل الإعلام، يوم الاثنين.
وخلال اجتماع لجنة التخطيط والموازنة بمجلس النواب، لفت ربيع الانتباه إلى أن هذا الطريق البديل ينطوي على مخاطر القرصنة ويطيل المسافة لأكثر من 10 أيام، مشددًا على أن الحقيقة المثبتة للعالم كله هي أنه لا يوجد بديل مثالي لقناة السويس.
وأوضح ربيع أن الميزانية الإجمالية لهيئة قناة السويس للسنة المالية 2024/2025 تبلغ حوالي 567.83 مليار جنيه مصري (حوالي 12 مليار دولار)، مضيفًا أن التوقعات الإيرادية بالدولار الأمريكي تبلغ حوالي 9 مليارات دولار.
وتصل النفقات للهيئة في الميزانية الجديدة إلى 204.9 مليار جنيه (حوالي 4.4 مليار دولار)، مع صافي ربح قدره 214.5 مليار جنيه (حوالي 4.6 مليار دولار) وإيرادات رأس المال بقيمة 147.628 مليار جنيه (حوالي 3.1 مليار دولار).
وتعد إيرادات قناة السويس مصدرًا رئيسيًا للعملة الأجنبية للبلاد إلى جانب السياحة وتحويلات الأموال.
وعانت البلاد من نقص في العملة الأجنبية خلال السنتين الماضيتين، الأمر الذي تم تخفيفه مؤخرًا بفعل تدفق كبير للاستثمارات الأجنبية.
كما تم تعزيز احتياطات العملة الأجنبية في البلاد بعد صفقة ضخمة بقيمة 35 مليار دولار مع الإمارات لتطوير منطقة رأس الحكمة في فبراير/شباط بالإضافة إلى تمويلٍ من شركاء دوليين، بما في ذلك البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
ويتوقع تقرير تقييمٍ صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) تراجعًا في الإيرادات المجتمعة من قناة السويس والسياحة في مصر خلال السنة المالية القادمة نتيجة لتداعيات حرب غزة.
ويقدر التقرير تراجعًا بقيمة 9.9 مليار دولار في السنة المالية 2023/2024 و2024/2025 في سيناريو ذو شدة متوسطة، وتراجعًا بقيمة 13.7 مليار دولار حال تصاعدت حدة الحرب.