تُعتبر المكسرات من أهم المنتجات التي تحظى باهتمام كبير من اليمنيين بالرغم من تدهور المعيشة. يأتي اللوز في طليعة المنتجات التي يحرص المواطنون على شرائها ولو بكميات قليلة حتى مع ارتفاع أسعاره خصوصاً الأصناف المنتجة محلياً في وقت تغرق الأسواق بالمستورد من اللوز.
وتقدر آخر بيانات صادرة عن الإحصاء الزراعي عام 2020، المساحة المزروعة من أشجار اللوز في اليمن بنحو 6478 هكتاراً، أي حوالي 1.5 مليون شجرة لوز، فيما يقدر إنتاجها السنوي بنحو 11 ألف طن، في وقت تؤكد بيانات زراعية رسمية أن المساحة الصالحة لزراعة أشجار اللوز في اليمن تقدر بحوالي 400 ألف هكتار.
تحتل محافظة صنعاء وفق بيانات الإحصاء الزراعي المرتبة الأولى بمساحة قدرها 6448 هكتاراً، فيما توزعت المساحة المتبقية على محافظتي تعز وذمار.
وينتشر باعة المكسرات بشكل لافت ليحتلوا مساحة واسعة في مختلف أسواق وشوارع المدن اليمنية وتزداد مع دخول المواسم المختلفة.
المواطن إبراهيم المطري، الذي كان يتجول في أحد أسواق صنعاء التي يحيط بها باعة المكسرات من كل جانب، يتحدث لـ"العربي الجديد"، أنه يبحث عن المنتجات من هذه الأصناف رخيصة الثمن خصوصاً اللوز الذي يلاحظ ارتفاع أسعار بعض أصنافه إلى مستويات قياسية.
بينما يتجنب مواطن آخر، محمود الصبري، شراءه وفق حديثه لـ"العربي الجديد"، لأن أغلب الأصناف المعروضة من اللوز مستوردة حيث لا يستطيع العثور على أصناف ذات جودة عالية بأسعار مناسبة.
يبلغ سعر الكيلوغرام من أصناف اللوز المنتجة محلياً أكثر من 4000 ريال، في وقت تتفاوت أسعار الأصناف المستوردة بين 1500 و2000 ريال للكيلوغرام الواحد حيث يرصد "العربي الجديد"، معاناة أسواق المكسرات من ركود نسبي (الدولار = 530 ريالا في صنعاء و1680 ريالا في عدن).
يلفت بائع لوز ومكسرات، مهدي الخولاني، لـ"العربي الجديد"، إلى أن أغلب اللوز المتداول في الأسواق المحلية اليمنية مستورد خصوصاً من أفغانستان، وهناك أيضاً الأصناف المنتجة محلياً التي تشكل أسعارها المرتفعة حاجزا بينها وبين المستهلكين والمتسوقين.
ويتطرق باحثون زراعيون إلى العديد من التحديات التي تواجهها زراعة اللوز في اليمن والتي تتطلب تكثيف برامج الإرشاد والتأهيل والتطوير لرفع قدرات المزارعين بما يؤدي إلى إنتاج اللوز بقدرات تنافسية، إضافة إلى أهمية تأهيل المدرجات الزراعية الجبلية المهملة وغير المستغلة باعتبارها من أهم المواقع المناسبة لإنتاج اللوز.
الباحث الزراعي علي فيصل، يقول لـ"العربي الجديد"، إن الإهمال الذي يطاول زراعة مثل هذه المحاصيل كاللوز وغيره وانفتاح التجارة الخارجية والاستيراد دون ضوابط ومعايير تنظيمية أدى إلى هذه الفوضى التي تعاني منها الأسواق المحلية التي تغرق بالمستورد الذي أثر على الإنتاج المحلي ووصل إلى أهم الأصناف والمحاصيل التي تتوفر لها مساحات وفرص إنتاجية واسعة، مشيراً إلى معاناة المزارعين من توفر "الشتلات" المناسبة من اللوز، إضافة إلى مشكلة المياه التي تُعتبر عائقا يحول دون توسعة رقعة الإنتاج من هذا المحصول.
وتابع: "كما يتطلب ذلك دعم إنشاء الجمعيات التعاونية الزراعية المتخصصة في إنتاج وتسويق اللوز لتحسين المهارات والقدرات الإنتاجية والتسويقية، والسعي لتنفيذ مشاريع إعادة تأهيل المدرجات الزراعية وإنشاء خزانات حصاد المياه لتوسيع رقع زراعة محصول اللوز، حيث تشكل أزمة المياه والتغيرات المناخية تهديدا حقيقيا للقطاع الزراعي في اليمن.