اقتصاد: سوق الذهب يبحث عن إجابات وراء الارتفاع المفاجئ في الأسعار
يمن فيوتشر - الحرة الإثنين, 08 أبريل, 2024 - 03:21 مساءً
اقتصاد: سوق الذهب يبحث عن إجابات وراء الارتفاع المفاجئ في الأسعار

يثير الارتفاع المفاجئ في أسعار الذهب المزيد من التساؤلات في السوق، خاصة في ظل الضبابية التي تحيط بتوقيت تخفيض البنك الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة، حسب وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

ويُنظر إلى الذهب على أنه "ملاذ آمن"، حيث يؤكد الرأي السائد أن أسعار السبائك يجب أن ترتفع عندما تنخفض أسعار الفائدة، وهو ما يتوقع العديد من المستثمرين حدوثه هذا العام.

وبعد التداول عند نطاق ثابت إلى حد ما لعدة أشهر، بدأت أسعار الذهب في الارتفاع منذ مطلع مارس الماضي، لتصعد بنسبة 14 بالمئة منذ ذلك الحين مسجلة 2366 دولارا للأونصة، وفق "بلومبيرغ".

وحسب الوكالة، فقد دفع الغموض بشأن توقيت خفض الفائدة، إلى الاتجاه إلى السبائك باعتبارها تجارة عالمية ضخمة تمتد عبر العقود الآجلة والصناديق المتداولة في البورصة من نيويورك إلى شنغهاي وصولا إلى لندن، وشبكة عالمية من التجار في كل مكان.

 

•"الجميع يشتري الذهب"

وتؤكد الوكالة أن البنوك المركزية على وجه التحديد، فضلا عن المؤسسات الكبرى والمتداولين الذين يستعدون للتحول إلى أسعار فائدة أكثر مرونة، قاموا مؤخرا بشراء سبائك ذهب.

وتقول "بلومبيرغ" إن "الجميع يشتري في وقت واحد"، وذلك رغم التطمينات من عدم احتمال تقلب الأسواق في ظل تسلح المحللين ببيانات سوقية أفضل من أي وقت مضى.

وتضيف الوكالة أنه "من المثير للدهشة أن عمليات الشراء لا تتم من خلال الصناديق المتداولة في البورصة، وهي إحدى أسهل الطرق للحصول على الذهب، حيث تزايدت التدفقات الخارجة من هذه الصناديق المدعومة بالذهب".

ويقول مدير متجر "ETE"، نيت جيراسي، إن "هذه واحدة من أكثر الظواهر الغريبة التي رأيتها على الإطلاق في مجال صناديق الاستثمار المتداولة".

ويضيف: "الأمر المثير للاهتمام بشكل خاص، هو أن الطلب على الذهب كان قويا للغاية في قنوات أخرى مثل مشتريات البنوك المركزية والمشتريات المباشرة من قبل المستثمرين الأفراد والقطاع الخاص".

 

•الفائدة لا تزال مرتفعة 

وحسب "بلومبيرغ"، فقد تزايدت مشتريات الذهب في أسواق العقود الآجلة الأكبر حجما، والأسواق الخارجية، مما يشير إلى أن مشاركة واسعة من المشترين المعتادين، كالبنوك المركزية، والبنوك الاستثمارية، وصناديق التقاعد، وصناديق الثروة السيادية.

ولا يزال من المتوقع أن يبدأ بنك الاحتياطي الفدرالي في خفض أسعار الفائدة هذا العام، مما من شأنه أن يفيد الذهب، غير إن العديد من المستثمرين أصبحوا في الواقع أقل اقتناعا بشأن التوقيت.

ومن بين الاحتمالات الأخرى، حسب "بلومبيرغ"، أن بعض المستثمرين في الذهب يركزون بدلا من توقيت أسعار الفائدة على احتمال الهبوط في الاقتصاد الأميركي بناء على البيانات الأخيرة، ويسارعون إلى شراء السبائك باعتبارها أنها ملاذ آمن.

ويقول رئيس استراتيجية السلع في "ساكسو بنك"، أولي هانسن، إن "الارتفاع يتحدى الكثير من التفكير العادي، خاصة عندما يتعلق الأمر بأسعار الفائدة التي لا تزال مرتفعة".

ويضيف: "أعتقد أن هذا الاتجاه يستند على التضخم الثابت وربما الهبوط الحاد، الذي يحيط به الكثير من عدم اليقين الجيوسياسي وتراجع العولمة، الذي يدفع طلب البنوك المركزية على الذهب".


التعليقات