تراجعت أسعار النفط، يوم الخميس، بعد زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأميركية، ما أثار مخاوف بشأن تباطؤ الطلب. وأضافت التوقعات أن أسعار الفائدة الأميركية قد تظل مرتفعة ما يضع ضغوطاً أخرى على أسعار النفط.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أبريل (نيسان) 43 سنتاً أو 0.5 في المائة إلى 83.25 دولار للبرميل بحلول الساعة 08:30 (بتوقيت غرينتش)، بعد أن ارتفعت 3 سنتات في الجلسة السابقة، وفق «رويترز».
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 26 سنتاً أو 0.3 في المائة، إلى 78.28 دولار للبرميل.
ومن المتوقع أن ينهي برنت الشهر مرتفعاً بنحو 2 في المائة، وهو مكسبه الشهري الثاني، في حين من المقرر أن يرتفع خام غرب تكساس الوسيط أيضاً للشهر الثاني، مرتفعاً نحو 3 في المائة في فبراير (شباط).
وقالت إدارة معلومات الطاقة، يوم الأربعاء، إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت، بينما انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير الأسبوع الماضي مع عمل المصافي دون أدنى مستوياتها الموسمية بسبب تعطل مخطط له وغير مخطط له.
وأشارت إلى أن مخزونات الخام ارتفعت للأسبوع الخامس على التوالي، إذ زادت 4.2 مليون برميل إلى 447.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 23 فبراير، مقارنة مع توقعات المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» بزيادة 2.7 مليون برميل.
وقال محلل السلع الأولية لدى «راكوتين» للأوراق المالية، ساتورو يوشيدا: «المخزونات الكبيرة زادت مخاوف المستثمرين بشأن تباطؤ الاقتصاد وانخفاض الطلب على النفط في الولايات المتحدة».
وأضاف: «توقع تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية أثّر أيضاً على معنويات السوق لأنه قد يقوض الطلب على النفط».
وعادة ما تؤدي تكاليف الاقتراض المرتفعة إلى خفض النمو الاقتصادي والطلب على النفط.
وخفض التجار بالفعل توقعاتهم بشأن تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية بعد سلسلة من البيانات القوية، بما في ذلك قراءات مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين. ويتوقعون أن تبدأ دورة التيسير في يونيو (حزيران)، مقارنة ببداية عام 2024 عندما تمت الرهانات في مارس (آذار).
وينتظر المشاركون في السوق الآن صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأميركي، وهو المقياس المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي» للتضخم، لمزيد من إشارات التداول.
ومن المتوقع أن يظهر المؤشر، الذي سيتم إصداره يوم الخميس، ارتفاع الأسعار بنسبة 0.3 في المائة على أساس شهري في يناير (كانون الثاني).
وتتطلع السوق أيضاً إلى التمديد المحتمل لتخفيضات إنتاج النفط الطوعية التي أقرتها (أوبك+)، والتي أدت إلى انخفاضات محدودة في الأسعار في الوقت الحالي.
وقال المحللان في بنك «إيه إن زد» في مذكرة للعملاء، دانييل هاينز وسوني كوماري: «مع استمرار عدم اليقين في توقعات الطلب، نعتقد أن أوبك ستمدد اتفاق الإمدادات الحالي حتى نهاية الربع الثاني».
وأضاف المحللون أن توقعات الأسعار تظل دون تغيير؛ حيث يتوقعون متوسط الأسعار السنوية لعام 2024 عند 86 دولاراً لبرميل برنت و81 دولاراً لخام غرب تكساس الوسيط.
وقال يوشيدا من «راكوتين» إنه من المتوقع أيضاً أن يؤثر الصراع في الشرق الأوسط على الحد الأدنى لأسعار النفط.