انتعشت في اليمن صناعة وتجارة الكوفيات والاعلام الفلسطينية، مع إقبال المواطنين على شرائها تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وذلك بالتزامن مع حملات واسعة لمقاطعة سلع الدول الداعمة لاسرائيل.
وينتشر الباعة الجائلون بالأعلام الفلسطينية في شوارع وأحياء مختلف المدن اليمنية، حيث يعمد المشترون إلى رفعها على أسطح المنازل وواجهات المحال التجارية وعلى السيارات والمركبات إلى جانب العلم اليمني. كذلك أقدم تجار الملابس على طباعة العلم الفلسطيني على بعض الملبوسات التي يبيعونها كنوع من الجذب والتسويق لبضائعهم.
يقول البائع العشريني أصيل حمود، الذي يتجول في شوارع صنعاء لبيع الأعلام والكوفية الفلسطينية، لـ"العربي الجديد"، إن مبيعاته كغيره من الباعة تصل إلى ذروتها كل جمعة بسبب التظاهرات الشعبية التي تجرى في ميدان السبعين، إذ لا تقل مبيعاته في هذا اليوم عن 3000 قطعة ما بين أعلام وشالات، بينما تفاوتت المبيعات في الأيام الأخرى بين 50 و100 قطعة، خصوصاً في الشهر الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وانتقل الرواج إلى معامل ومشاغل الخياطة، التي نشطت في حياكة الكوفية الفلسطينية، التي وجدت قبولاً بجانب الأزياء الشعبية الرجالية اليمنية. ويؤكد عدد من التجار والمهنيين والحرفيين وملاك مشاغل عاملة في مجال الخياطة أن سوق بيع الأعلام والشالات (الكوفيات) الفلسطينية شهدت انتعاشاً ورواجاً وإقبالاً كبيراً من اليمنيين على شرائها، ما دفعهم للعمل في إنتاجها، حيث ساهمت بشكل لافت في تحريك الأسواق المحلية التي كانت تمر بحالة ركود منذ فترة قبل العدوان الإسرائيلي على غزة.
يقول ماهر الدبعي، مالك مشغل خياطة في صنعاء، لـ"العربي الجديد"، إن الكوفيات والأعلام الفلسطينية ساهمت في انتعاش أعمالهم التي كانت تمر بحالة ركود منذ أشهر. ويضيف أن الحركة كانت واسعة خلال أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني الماضيين، إذ كان هناك إقبال كبير على الأعلام والكوفيات الفلسطينية، إذ ساهمت هذه المعامل والمشاغل في توفير احتياجات عشرات الباعة الجائلين الذين انتشروا في الأسواق لبيع الأعلام ومنتجات أخرى عليها ملصقات العلم أو الكوفية الفلسطينية. في حين يشير فهد محسن؛ العامل في مشغل خياطة، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى تجاوز كمية الإنتاج منها أكثر من 5 آلاف قطعة في اليوم الواحد.
فضلاً عن استغلال عدد من الأنشطة الإنتاجية والمشاريع الصغيرة لهذا الرواج الواسع والتضامن الشعبي اللافت في اليمن مع الشعب الفلسطيني وقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي وحشي متواصل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يُلاحظ انتشار منتجات عطرية كالبخور وغيره بأسماء مثل غزة و"طوفان الأقصى".
ويتزامن هذا الرواج مع انتشار حملات مقاطعة منتجات الدول الداعمة لإسرائيل التي أفادت صغار المنتجين في العديد من المجالات لتغطية جزء من حصة السلع التي طاولتها المقاطعة. واستغلت العديد من الشركات والمصانع المحلية زخم الإقبال على العلم والكوفيات الفلسطينية في القيام بوضع صورها على منتجاتهم كما لاحظ "العربي الجديد" ذلك على عدد من المنتجات مثل المياه المعدنية والعصائر والمشروبات والحلويات.
يتحدث في هذا الخصوص إبراهيم فيصل، وهو موظف تسويق في إحدى الشركات التجارية والصناعية، لـ"العربي الجديد"، قائلاً إن هناك استثماراً في الاهتمام الشعبي الواسع بالقضية الفلسطينية، الأمر الذي يساعد في الترويج لمنتجات مختلف الشركات وازدهار الحركة في الأسواق.
ولم يقتصر الرواج على صناعة وبيع الأعلام والكوفيات الفلسطينية وإنما أيضاً امتد إلى أنواع من الأزياء الشعبية اليمنية، حيث اتجه مهنيون وحرفيون إلى رسم الكوفية الفلسطينية وصور المتحدث الرسمي لكتائب القسام أبو عبيدة الذي يغطي وجه بالكوفية على "أحزمة الجنابي" التي ينتجونها في مشاغلهم ومعاملهم الحرفية كنوع من الترويج والتسويق لزيادة مبيعات منتجاتهم التي تعتبر من التقاليد والأزياء الشعبية الرجالية المعروفة في اليمن.