ساد الارتياح الأسواق الآسيوية الجمعة غداة انفراج بورصات وول ستريت والبورصات الأوروبية، فعاودت الارتفاع على وقع التدابير المتخذة دعما لمصرف كريدي سويس والمصارف الأميركية والرسالة المطمئنة الصادرة عن البنك المركزي الأوروبي.
وتعهدت 11 من كبرى المصارف الأميركية الخميس بمساعدة مصرف فيرست ريبابليك، الرابع عشر بين مصارف الولايات المتحدة من حيث حجم الأصول، لإخراجه من وضع صعب بعد انهيار بنك سيليكون فالي وسيغنتشر بنك وسيلفرغايت، لا سيما وأن زبائنه من الاثرياء بشكل أساسي.
وأتاح هذا التحرك تقليص انهيار المصرف الكاليفورني من أكثر من 30% إلى حوالى 10%، ولقي ترحيبا من السلطات الأميركية ووزارة الاقتصاد والاحتياطي الفدرالي وهيئتين ضابطتين للقطاع المالي.
وأوضح الاحتياطي الفدرالي الخميس أنه أقرض حوالى 12 مليار دولار للمصارف منذ الأحد من خلال برنامج جديد يسمح لهذه البنوك بتفادي مشكلات السيولة والاستجابة لطلبات عملائها سحب ودائعهم.
أما القروض الاعتيادية لآجال قصيرة جدا، فسجلت ارتفاعا كبيرا خلال أسبوع من حوالى خمسة مليارات دولار إلى 152 مليار دولار.
كما أقرض الاحتياطي الفدرالي 142,8 مليار دولار إلى الكيانين اللذين أنشأتهما الهيئات الضابطة لخلافة سيليكون فالي بنك وسيغنتشر بنك.
- "عدم تكرار 2008" -
وانتقلت المؤشرات الأميركية الرئيسية مساء الخميس إلى الارتفاع بعدما بدأت التداولات على تراجع، فأغلق مؤشر إن أند بي 500 على +1,8%.
وقالت ماريس أوغ من مكتب تاور بريدج أدفايزرز للخدمات المالية إن وول ستريت "تأمل أن الأسوأ بات خلفنا" مضيفة "إذا سحبتم فرضيات إفلاس فيرست ريبابليك وكريدي سويس، فهذا يطمئن الناس".
وأوضحت "لا أعتقد أننا سنكرر 2008 لأن المشكلة لا تأتي من محفظات الاعتمادات بل من أن (الاحتياطي الفدرالي) رفع معدلات فائدته من صفر إلى 4,50% خلال تسعة أشهر.
وتعافت البورصات الأسيوية صباح الجمعة من تقلبات الخميس وارتفع مؤشر نيكاي، المؤشر الرئيسي في بورصة طوكيو، بنسبة 0,69% عند افتتاح الجلسة، فيما ارتفع مؤشر توبيكس بنسبة 0,68%.
وفي شنغهاي ارتفع المؤشر المركب بنسبة 0,57% ومؤشر شنزن بنسبة 0,71%.
وكانت البورصات الأوروبية عاودت الارتفاع الخميس بعد رسالة الثقة التي وجهها البنك المركزي الأوروبي إلى القطاع المصرفي.
ورفع البنك الذي يتخذ مقرا في فرانكفورت معدل فائدته الرئيسية نصف نقطة مؤكدا استعداده للتدخل عند الحاجة من أجل "الحفاظ على الاستقرار المالي" في منطقة اليورو.
وأثار ذلك اطمئنانا في الأسواق فأغلقت باريس على 2,03% وفرانكفورت على 1,57% وميلانو على 1,38% ولندن على 0,89%، ولو أن هذه الأرباح بقيت أدنى من خسائرها في اليوم السابق.
غير أن البنك المركزي الأوروبي لزم الحذر حيال الخطوات التالية المتعلقة بتشديد سياسته النقدية وتخلى عن التزامه بزيادة معدلات الفائدة أكثر خلال الأشهر المقبلة.
وتمت السيطرة على بؤرة مخاطر أخرى الأربعاء مع تعهد البنك المركزي السويسري إقراض ما يصل إلى 50 مليار فرنك سويسري من السيولة لمصرف كريدي سويس الذي كان يواجه وضعا خطيرا مع انتقال عدوى المصارف الأميركية.
وبعد أسوأ جلسة في تاريخه الأربعاء، عاد مصرف كريدي سويس إلى الانتعاش مسجلا ارتفاعا بنسبة 19,15% من غير أن يعوض عن خسائر قاربت 25% في اليوم السابق. وبلغ تراجع قيمة سهمه 19,88% على مدى أسبوع.
وتنشر منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي لاحقا اليوم توقعاتها للنمو العالمي في السنتين المقبلتين.