تسجل طبعة جديدة من رواية "وقش..هجرة الشمس"، التي ينظر اليها كواحدة من اهم الاعمال الادبية الحديثة، لمؤلفها اليمني الكاتب وليد دماج، حضورا، وطلبا متزايدا، حيث يحاكي القراء واقعهم في احداث الرواية التي توثق فصلا مهما، منسيا من تاريخ الاضطهاد السياسي الطائفي في اليمن.
و"وقش" هو اسم القرية أو الهِجرة التي رابطت فيها المطرفية التي توثق لها الرواية في بلدة بني مطر غربي صنعاء، كآخر مناطق تواجد هذه الفرقة المعتزلة التي تفوقت في نشاطها الفكري والعلمي، فكانت هدفا لابادة وحشية من قبل امام الزيدية عبدالله بن حمزة في القرن السادس الهجري.
ووثق دماج بعرض قصصي مبهر، جانبا من مآثر الفرقة المعتزلة خلال القرون الثالث والرابع والخامس التي تعرضت للإبادة المادية والمعنوية على يد أحد أكثر الأئمة الجارودية دموية بعد خلاف فكري دام لأكثر من قرنين.
وكان التفوق انذاك لفرقة المطرفية التي بلغت بالفكر المعتزلي ذروة مشهودة، من خلال النشاط الفكري والتعليمي الذي مارسه مشايخها ومنتسبوها الذين تفرغوا للعلم والبحث والتقصي والتأمل والمناظرة، ملتزمين منهج الزهد والتقى والورع، وهجرة الظلم والطغيان.
و اعرب الروائي وليد دماج عن سعادته الغامرة بصدور رواية "وقش" بعد سنوات من الانتظار عن دار دال للنشر والفنون "برعاية كريمة من مؤسسة بدور التركية للتنمية الثقافية".
وقال دماج "ليمن فيوتشر" أنه استغرق مايزيد عن عشر سنوات في التجهيز والبحث والاعداد والكتابة للرواية النادرة.
واشار الى ان الجهد، شمل استخدام أسلوب المتكلمين المتعددين، في مسعاه للامساك بزمام الرواية وعدم الانجراف في الأحداث التاريخية وملء فجواتها بالخيال الروائي والسرد الشيق الذي جعل منها واحدة من أهم الأعمال الروائية اليمنية والعربية، كما يقول النقاد.
