في إنجاز يضيء مسار الأدب اليمني المعاصر، اختيرت رواية "وحي" للروائي والأكاديمي اليمني حبيب سروري ضمن قائمة أفضل خمسين رواية عربية في القرن الحادي والعشرين، وفق تصنيف حديث نشرته صحيفة The National الإماراتية بالإنجليزية.

الرواية، الصادرة عن "دار الساقي" عام 2018 والفائزة بـ"جائزة كتارا للرواية العربية" عام 2019، تنسج بين الفلسفة والسرد رحلة تأملية عميقة في الذات اليمنية والعربية، من خلال شخصية "غسان العثماني" الذي تفتح له رسالة غامضة في مدينة سورينتو الإيطالية أبواب الذاكرة على حوادث مفصلية، تبدأ من جامع العيدروس في قريته، وتتشعب نحو تحولات فكرية ودينية وحزبية، تطرح أسئلة وجودية حول المعنى والإيمان والانهيار.

ويُعرف سروري، إلى جانب إبداعه الأدبي، كبروفيسور في علوم الكمبيوتر بجامعة النورماندي الفرنسية منذ عام 1992، وهو حاصل على دراساته العليا في الرياضيات وعلوم الحاسوب من جامعة باريس (السوربون) وجامعة النورماندي.
بدأ مسيرته الروائية بالفرنسية، ثم كتب عشر روايات بالعربية، ترجمت بعضها إلى لغات عدة، ونالت مكانة مرموقة، أبرزها "تقرير الهدهد"، ويُعد من الأصوات السردية القليلة التي تمزج بين العمق العلمي والجرأة الفكرية.

وحفرت رواياته في البنية العميقة للهوية اليمنية والعربية، مستكشفة التوترات بين الدين والحداثة، الشرق والعقل، الذات والحقيقة.
وإلى جانب نتاجه الأدبي، يواصل سروري حضوره في الفضاء الثقافي العربي من خلال مؤلفاته العلمية والثقافية باللغتين، العربية والفرنسية، وترؤسه لجمعية "أصدقاء المعري"، التي تعبّر عن انحيازه الدائم للعقل وحرية الفكر.

تكريم "وحي" بهذا التصنيف لا يحتفي برواية فحسب، بل يؤكد أيضًا قدرة الأدب اليمني، رغم الحرب والتهميش، على المساهمة في تشكيل وعي عربي أكثر انفتاحًا وعمقًا.