ثقافة: نافذة للفن السابع في مدينة تعز
يمن فيوتشر - ربيع صبري الاربعاء, 07 مايو, 2025 - 08:41 مساءً
ثقافة: نافذة للفن السابع في مدينة تعز

 
سعيًا لاستعادة فاعلية المشهد الثقافي، تواصل مؤسسة أرنيادا للتنمية الثقافية بالشراكة مع مؤسسة بيت الصحافة اليمنية إقامة الحدث الفني الأسبوعي "سينما الأربعاء"، لعرض ومناقشة أفلام يتم اختيارها وفقًا لمجالات تخصصية مختلفة، ويحضر هذه العروض العديد من الصحفيين والمُتخصصين والمهتمين من كافة المجالات.
 
مطلع فبراير الماضي، بدأت مؤسسة أرنيادا مع توأمها بيت الصحافة بتقديم العروض الفيلمية تحت مُسمى "سينما الأربعاء" وفق برنامج شهري مُنظم يركز كل شهر على مجال مُحدد، فكانت البداية بأفلام الصحافة حيث شوهدت أربعة أفلام، ثم انتقلت العروض بالشهر التالي إلى أفلام المجال الصحي الذي اختتم مع نهاية شهر أبريل بفيلم يتعلق بالصحة النفسية وتحديدًا ما يتعلق بصحة الطفل كأكثر المسائل حرجاً وعرضةً للأخطاء والتكريس السلبي وهو طيف التوحد الذي تجهد المؤسسات المعنية إلى عدم اعتباره مرضًا حيث بالإمكان استدراك كل حالة بأن توجه إلى تميزها الإيجابي وهو ما حكاه الفيلم الهندي TAARE ZAMEEN PAR"".
 
هذا الشهر مايو ستبدأ "سينما الأربعاء" بتخصص جديد وهي أفلام المناخ والبيئة وقد علمنا من إدارة المؤسسة الثقافية أن أولى أفلام البيئة فيلم جماهيري شهير هو ماكس المجنون " ​MAD MAX " الذي يدور في أجواء تشويقية بعالم ما بعد الكوارث البيئية وما تبقى من الموارد.
 

مساحة للفن
يرى رئيس مؤسسة أرنيادا آدم الحُسامي أن حدث "سينما الأربعاء" ليس مجرد حدث ثقافي أسبوعي، بل مساحة تهدف إلى إعادة الاعتبار لفن السينما في اليمن وإبراز أهميته كأحد أهم الفنون ومن القوالب الحافظة للمعرفة والتراث البشري، ولتطبيع مظاهر الحياة في مدينة تعز التي أغلقت فيها بسبب الحرب والحصار كثير من المقدرات الثقافية والفنية.
 
وأضاف الحسامي: "سينما الأربعاء" تهدف كذلك إلى تعزيز تبادل المعرفة من خلال حلقة النقاش التالية للعرض السينمائي حيث تلتقي أجيال وفئات مختلفة؛ مؤكدًا" إننا حريصون على تقديم عروض تخصصية في مختلف المجالات، للتنويه إلى دور السينما في إفادة مختلف المجالات المهنية والمعرفية حيث يستفيد ذوو المهن التي يتم عرض الأفلام الخاصة بها. كما يصف الحسامي السينما بالنافذة التي تطل على تجارب الشعوب " كي نبحث عن المشتركات التي تمس قضايانا الراهنة لاستلهام ما يناسب بيئتنا المحلية وثقافتنا الخاصة".
 
وقالت مديرة المتابعة والتقييم في مؤسسة أرنيادا نعمة البرحي لـــــ"يمن فيوتشر" : حققت "سينما الأربعاء" تفاعلًا ممتازاً منذ انطلاقتها، حيث لاقت الأفلام ذات الأبعاد الإنسانية والاجتماعية استجابة قوية، مما أثرى النقاش وجعله أكثر قربًا من الجمهور". مضيفة: "سجلنا تحسنًا بنسبة 70% في عمق التفاعل، مع تطور دافع الحضور من مشاهدة الأفلام إلى المشاركة الفعالة في النقاش، مما يعكس نجاحها في خلق مساحة ثقافية حيوية".
 
آراء رواد سينما الأربعاء:
تقول الناشطة والطبيبة صفية المقطري: "سينما الأربعاء" فكرة مميزة وحدث رائع خصوصًا أنه في بيئة مثل تعز خاصة واليمن عامة، حيث نفتقر لأماكن تحتضن الفنون وتفتح مساحة للنقاش الثقافي والفكري.
 
وأكملت المقطري: "الأجمل من العرض هي جلسة النقاش بعد نهاية الفيلم، لأنها تجعلنا نغوص أكثر في معاني وأبعاد الفيلم ونفهم آراء بعضنا، ونتعلم كيف نصغي ونحلل ونعبر بحرية، فالفكرة ليست مجرد عرض للأفلام فقط بل مساحة لزرع الوعي والتغيير الإيجابي".
 
وعن التخصص الشهري في مجالات العرض تقول صفية: "أحببتُ خطة تقسيم العروض كل شهر بمجال معين، هذا يعطينا تنوع معرفي ويجعلنا نكتشف أبعاد مختلفة للسينما". مختتمة بالقول: "نتمنى أن نرى "سينما الأربعاء" تتطوّر أكثر فأكثر، وتتحول لمساحة سينمائية أوسع تستوعب جمهور أكبر، وتستمر كمنصة ثقافية تجمع الناس حول الفن والحوار وتفتح المجال للجميع، لأن تعز تستحق مثل هذه المساحات خصوصًا في مثل هذا الوقت الصعب".
 
وبحسب ما قال محمد الفقيه أحد الحضور الدائمين في كل العروض فإن "سينما الأربعاء" بالنسبة له هي: "يوم متنفس للخروج عن إطار العمل وضغوطات الحياة، فأحرص على الحضور كل أربعاء، بحيث أحظى بيوم أكون فيه بالسينما مع مجموعة من الشباب والشابات المثقفين من مختلف أطياف المجتمع في مكان واحد نتبادل الأفكار والآراء ونُناقش الفيلم من زوايا وأبعاد مختلفة سواء كانت فنية أو مهنية تخصصية أو فكرية أو اجتماعية وغيرها".
 
فيما قال الفنان التشكيلي يُوسف المجيدي: "من خلال الفيلم الأخير كانت هناك رسائل كثيرة، حقيقة تركت أثراً تربوياً وإنسانياً ووجدانياً في نفسي. وبالتأكيد أن النقاش يعزز وصول بعض الأفكار والرؤى التي ربما تكون غائبة عن الذهن".
 
 
عن سينما الأربعاء
"سينما الأربعاء" هو حدث أسبوعي تنظمه مؤسسة أرنيادا للتنمية الثقافية ومؤسسة بيت الصحافة اليمنية مساء كل يوم أربعاء في مدينة تعز، حيث يتم عرض الأفلام السينمائية التخصصية المختلفة التي تناقش قضايا عديدة في هذه التخصصات، حيث أن كل شهر يُخصص لمجال مهني أو عام، ويُدعى المتخصصون للمشاهدة والاستفادة والمشاركة في النقاش الذي يعقب نهاية العرض بما يشبه ندوة مصغرة يناقش فيها المشاهدون محتوى الفيلم من جميع الجوانب الفنية والمضامين، وللتعبير عن انطباعاتهم الخاصة.


التعليقات