وفاة توفيق القباطي الشاعر "المثقل بآلام بلد تعيس"
يمن فيوتشر - الشارع الأحد, 11 يوليو, 2021 - 01:26 صباحاً
وفاة توفيق القباطي الشاعر

 توفي مساء الجمعة، الشاعر والباحث توفيق سيف القباطي، في مدينة الحديدة، بعد حياة مليئة بالوجع.
وكان توفيق القباطي، قد تعرض لأزمة نفسية منذ سنوات.
توفيق سيف من مواليد 1964، حصل على شهادة البكالوريوس من جامعة صنعاء قسم الفلسفة في العام 1989م.
عمل باحثاً في مركز الدراسات والبحوث اليمني في صنعاء منذ الثمانينات. وهو شاعر وعضو اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين منذ أواسط ثمانينات القرن الماضي.
له عدد من القصائد المنشورة في صحف ومجلات ثقافية، لم يتم جمعها في ديوان واحد بسبب ظروفه الحياتية غير المستقرة. إضافة لعدم اهتمامه في جمعها في كتاب.
بعد وفاته أمس، انتشرت صور توفيق، في مواقع التواصل الاجتماعي، وكتب عنه الكثير من أصدقائه ورفاقه، وتداولوا مقاطع من قصائده.
وكتب صديقه الروائي علي المقري، على صفحته في “فيسبوك”، “قال لي [توفيق]، في آخر مكالمة لي معه إنه أكل من الدواء أكثر مما أكل من الطعام”.
وأضاف: “لقد تعب، ورفضت عائلته أي مساعدة مالية من أصدقائه الأقرباء من أجل السفر للعلاج متمنية، فقط، أن تصرف الحكومة مرتباته ومستحقاته كباحث في مركز الدراسات والبحوث”.
وأوضح المقري، “لكن هذه الأخرى [الحكومة]، لم تعمل شيئاً ولم يكلف (المناضلون) في السلطة أنفسهم حتى في الرد على رسائلنا أو أن يعملوا شيئا من أجل رفيقهم العزيز”.
وتابع: “لقد متم، بموت توفيق وبموت رفاقه السابقين الذين لم يلقوا منكم أي اهتمام، أو مواساة، في الوقت الذي تتجولون فيه من عاصمة إلى أخرى ومن فندق إلى هاوية”.
كما قال المقري: “أتذكّر توفيق منذ أن عرفته قبل أكثر من ثلاثين سنة. الشاعر الذي يكتب قصيدته حياة، والمفكّر الذي يعيش ما يقول”.
واستطرد: “قبيل حرب صيف 1994، حين تحالفت سلطة صالح مع الجماعات الإسلامية في حربهم ضد الجنوب ومن أجل اقصاء الحزب الاشتراكي اليمني من السلطة والحياة. كان توفيق من القلائل الذين لم تبهرهم الخطابات الاستهلاكية السريعة، وبنظرة ثاقبة لم ير أي بديل يمكن أن تقدمه الثقافة البرقية بشعاراتها الرنانة في واقع مهترئ يُعيد ما كان! ولم ننتبه لقوله إلاّ بعد أن عشنا الكارثة”.
وأكد، على أنه في أثناء حملات التكفير التي قادها المتطرفون ضد المقري في 1997، 2006 و2013، كان توفيق إلى جواره كصديق وأخ، كما استنكر الحملة الأخيرة ضد رواية “حُرمة”.
وأشار، إلى أن توفيق قال له: “أنت لم تكتب عن معاناة النساء والكبت الذي يعشنه في مجتمع تحاصر فيه كل متطلبات الحياة بل عبّرت عنا، نحن الرجال أيضاً، ما نعانيه من كبت وحصار”.
وأكمل المقري: “توفيق الذي سجنته ميليشيا الحوثي قبل سنوات، ولم يغادر اليمن، ظل طوال العقود التي عرفناه فيها متمرّداً على كل مظاهر المؤسسة بما في ذلك مؤسسة العائلة والكتابة، وبقي بهذا ملتحفاً بهوى الفقراء اليمانيين الذين عاش معهم في الأماكن الرخيصة والفقيرة”.
أما صديقه الصحفي علي سالم فقد كتب في “فيسبوك”، “مات الشاعر توفيق سيف أعزبا مشردا مثقلا بآلام هذا البلد التعيس”.
وأضاف: “عندما كتب قصيدته (عيد سعيد يارنا) كان توفيق صعلوكاً متمرداً لا يجيد التزلف ومسح الجوخ، لذلك عاش حتى أيامه الاخيرة شبه مشرد ينام في لوكندات شعبية ويدخن سجائر رخيصة بينما غاب اسمه عن قوائم مساعدات اتحاد الأدباء وصندوق التراث والتنمية الثقافية، الذي سخر موارده للمتزلفين ممن جمعوا بين أكثر من وظيفتين وبينهم وكلاء”.
وأشار، إلى أن توفيق مات مرهقا منكسرا. وهو الذي كان يحبذ أن نناديه بتوفيق الأكسر بدلا من توفيق سيف لأن لاحظ له في سيوف هذا البلد الذي يمجد أرباب العنف واللصوص ويبخس أرباب الكلمة النقية”.
من أشهر قصائد توفيق القباطي، قصيدة “رنا”، التي يحفظها الكثيرون ويرددونها خاصة بداية كل عام جديد:
عام سعيد يا رنا
البحر يذكرهم
وينساني أنا
يا للحنين، مخضباً بالأشرعة
بنوارس العهد البعيد
وزوارق الماضي التي
ظلت هنا.
كانوا هنا معي يوما
ويوما هاجروا وتغربوا
كادت جياد البحر
تبعد بيننا.
همست بسر لي رنا
والبحر يفضح سرنا
عام سعيد يا رنا
البحر يذكرهم
وينساني أنا.


التعليقات