عاجل

واشنطن: الاعلان عن دخول الامر التنفيذي الاميركي بتصنيف الحوثيين منظمة ارهابية دولية حيز التنفيذ ابتداء من اليوم الاثنين مع عقوبات اضافية ضد قيادات الجماعة على رأسهم مهدي المشاط، و محمد عبدالسلام.

ثقافة: كُتّاب السخريّة!
يمن فيوتشر - النداء- عبدالباري طاهر الثلاثاء, 25 فبراير, 2025 - 03:58 مساءً
ثقافة: كُتّاب السخريّة!

كان ميلاد كتاب السخرية في الصحافة العدنية، وبرز فيها كتاب مهمون. ففي الصدارة الشاعر الكبير عبد الله عبد الوهاب الفضول. والفضول الصحفي القدير من أوائل مؤسسي فن السخرية في الصحافة العدنية، ابتداء من اسم الصحيفة «الفضول». ولفظة الفضول في المعنى العامي والتداول الشعبي تعني التدخل فيما لا يعني.

كان إصدار الصحيفة ردًا على نكبة 1948 ببضعة أشهر. كان الفضول اللقب الذي غطى على اسم الشاعر والصحفي الكبير عبد الله عبد الوهاب نعمان.

أزاح لقب الفضول أسماء وألقاب الشاعر، والصحفي، والمناضل، والوزير؛ ليسود لقب الفضول- اسم الصحيفة التي صدرت في أواخر العام 1948.

والصحفي أحمد الرفاعي الذي ألصق به اسم «أحمد شلن»؛ ربما ردُا على سخريته اللاذعة بالوضع العام، والشخصيات النافذة.

والمدرسة الثانية في فن وصحافة السخرية العم سعيد علي الجريك- صاحب صحيفة «القات» في عدن وصحيفة «الصباح» في الحديدة مطلع السبعينات.

سعيد علي الجريك صحفي قدير، ومدرسة في السخرية اللاذعة ؛وعلى مقدرة وبديهة في تحوير الأسماء للسخرية منها.

ومن هؤلاء الصحفيين محمود طاهر الحكيم؛ وهو صحفي مخضرم، عمل في الصحافة العدنية، وصحافة الثورة السبتمبرية، ويمتلك قلمًا رشيقًا، وذو مقدرة كبيرة على صنع الجملة الساخرة؛ شأن الصحفي محمد السنيني.

أمَّا محمد السنيني فصحفي لامع، ورأس تحرير صحيفة «الثورة»، ومنهم صالح الدحان- شيخ الصحفيين، إلا أنَّ سخريته تتسم بطابع الجد والنقد، كما برز الكاتب فكري قاسم ككاتب ساخر، وغطت كتاباته الساخرة مساحة واسعة من مقالاته؛ بل فلنقل: إنَّ السخرية ملازمة لكل كتاباته.

مدرستان مؤثرتان وواسعتا الانتشار: المدرسة العولقية؛ نسبةً إلى (سعيد عولقي)، والمدرسة الرازحية؛ نسبةً إلى (عبد الكريم الرازحي). وقبل تناول هاتين المدرستين لا بُدَّ مِنْ الإشارة إلى سخرية الأستاذ محمد عبد الله البابلي. فبالرغم من أنَّ البابلي من نجوم السخرية الساطعة إلا أنه مقل في الكتابة، ويسفح سخريته الحارقة واللاذعة في المقايل واللقاءات العامة ومجالس السمر، كما يتبوأ فضل النقيب مركز الصدارة في المزج بين السخرية والجد، وسخريته غاية في الذكاء.

وهناك عبد اللطيف الربيع، وعموده في صحيفة «المستقبل»، ولم يعمر طويلاً، وفي «الصحوة» عمود باسم نعيمان، يحرره الصحفي ناصر يحيى.

كتاب السخرية الجادة كُثُر: الدحان، والقليسي، ونعمان قايد سيف، وعبد الله سعد، ورضية إحسان، ونبيلة الزبير، وأروى عبده عثمان، وخالد سلمان، وحسن عبد الوارث، وحسن العديني، وسامي غالب، وعشرات لا تحضرني أسماؤهم

وبخصوص مدرستي العولقي والرازحي الزاخرتين بالسخرية. فالأول قلم جبار يمتلك خبرة ومهارة ومقدرة على تحويل المقدس الزائف والرمز والأقنومة إلى «ملطشة» ومسخرة.

ولعلَّ ميزة هذا الساخر أنَّ سخريته فطرية لا تكلف فيها ولا صنعة، ودائمَا ما يكون جذرها الواقعي حاضرًا، ووقائعها مشهودة، وتجد سندها في معرفة الناس ومشاهداتهم، لكن الإبداع في سخرية هذا الفنان تحويله الواقع المشاهد والمألوف إلى «كوميديا سوداء»، و«المأساة» إلى «ملهاة»، والبطل إلى أرجوز.

أمَّا المدرسة الرازحية فطابعها الأدبي والسردي هو السائد، وفيها قدر من الخيال والإبداع الأدبي، والقدرة على الإقناع، وكسب التعاطف والتأييد؛ وهي عمل إبداعي باميتاز رغم الطابع الحكائي في بعضها.


التعليقات