قبل أكثر من عشر سنوات صدر الجزء الثالث من موسوعة حكايات شعبية عن بيت الموروث الشعبي- ثقافة التنوع والاختلاف، حينها كتب شاعر اليمن الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح: “أزعم أن هذا النوع من الحزاوي/ الحكايات لن يتأكد إلا بعد أن تتم ترجمته إلى عشرات اللغات الحية في العالم ويهتدي إليه الباحثون المنصفون، عندئذٍ فقط سندرك الأهمية والقيمة لما استطاعت الباحثة الجادة أروى عثمان أن تجمعه من نماذج بديعة قبل أن يطويها الصمت الأبدي”.
وقبل أيام فقط صدرت الطبعة الأولى من الترجمة الإيطالية للجزء الثالث من موسوعة الحكايات الشعبية، عن دار MReditori، ترجمة الدكتورة فيدريكا بيستونو -حاصلة على الدكتوراه في الأدب العربي- وكتب مقدمته الكاتب والدبلوماسي الإيطالي ماريو بوفر.
يقول ماريو بوفر في تقديمه للترجمة الايطالية للكتاب: “خلال السنوات التي كنت فيها سفيرًا لإيطاليا في اليمن التقيت أروى عثمان، فهي واحدة من أفضل الشخصيات في الأدب والثقافة اليمنية، استطاعت أن تؤسس بيت الموروث الشعبي الذي يعتبر خطوة ذات قيمة كبيرة لزيادة الوعي الثقافي خاصة في بلد يقل فيه الاهتمام بالتراث الثقافي”.
• عثمان: الحكاية ستظل شكلًا من أشكال المقاومة لكل عوامل الهدم
وأكد على أن هدف بيت الموروث لايقتصر على التوثيق التجريدي للتراث الثقافي، بل أن مهمته تتمثل في الترويج لأساليب الدراسة الجديدة وإحياء بعض التقاليد المرتبطة بالمرح والمتعة التي يكون للمرأة -قبل كل شيء- دور أساسي فيها.
وأعربت أروى عثمان رئيسة بيت الموروث الشعبي عن شكرها لـ بيتسونو و بوفر وأكدت لـ أنسم أن طموحات بيت الموروث الشعبي “ليست توثيق السرد الشفاهي وخصوصًا الأساطير والحكايات الشعبية أو مايطلق عليها الحزاوي/ السُمَّاءات فحسب، بل وترجمتها لتصل للعالم والقارئ الخارجي.. لدينا موروث شفاهي يستحق أن يعرفه العالم”.
وكان بيت الموروث الشعبي تراث التنوع والاختلاف الذي تأسس في أبريل 2004، متوقفًا اضطراريًا منذ 2011 وما تلاه من تداعيات واضطرابات كما تعرض للنهب أيضًا، إلا أنه عاود نشاطه خلال الأشهر الماضية بتفعيل موقعه الالكتروني إضافة إلى إصداره كتابًا جديدًا بعنوان: “ديوان شعر يهود اليمن“.
وتؤكد عثمان أنه على الرغم من أن البيت قد تعرض للاعتداء والسرق والنهب كغيره من مؤسسات المجتمع المدني وفقد جل مقتنياته إلا أنه لن يرفع الراية البيضاء وسيواصل دوره في قرع أجراس الخطر تجاه ما تتعرض له الذاكرة الانسانية اليمنية من هدم واقتلاع وحرق متوحش بنيران الحرب.
وأضافت لـ أنسم: “أن الحكاية ستظل شكلا من أشكال المقاومة لكل عوامل الهدم كغيرها من أشكال التعبير عن اشواق الانسان واحلامه وهواجسه”.