أعادت منظمة "التراث من أجل السلام" الإسبانية افتتاح قلعة القاهرة في تعز اليمنية، التي تعرّضت لأضرار بالغة في الحرب الدائرة منذ سنوات في البلاد.
وكانت المنظمة غير الحكومية (Heritage for Peace) أخضعت القلعة لأعمال ترميم طارئة، بعد أن انهارت أنقاضها أسفل المبنى، وتفاقم وضعها بسبب نقص الصيانة والأمطار الغزيرة.
وقال إسبر صابرين، رئيس المنظمة لموقع "آرت نيوز": "إن القلعة مهمّة جداً في تاريخ تعز، وهي واحدة من مناطق الجذب الرئيسة في اليمن".
أضاف:"كل شخص التقيت به في تعز شاركني ذكرى عن القلعة".
وأوضح أن المشروع "تدعمه جامعة غرب إنجلترا في بريستول، وتموّله مؤسسة أليف ومقرّها سويسرا، واستقطب المساعدات الإنسانية التي تشتدّ الحاجة إليها، وذلك على شكل فرص عمل وعقود محلية".
وأكد أن السكان المحليين يقدّرون جهود الترميم وتأهيل القلعة، على الرغم من عدم وجود مساحات اجتماعية مشتركة بسبب الوضع الاقتصادي البائس في البلاد".
وذكر تقرير صادر عن الهيئة العامة للآثار والمتاحف في محافظة تعز، "أن الحرب التي شهدتها المدينة منذ عام 2014 أحدثت دماراً كبيراً شمل أجزاء واسعة من القلعة، إذ تعرّض متحفها للانهيار بصورة شاملة، كما تعرّض المدخل الرئيس والوحيد لحصن القلعة والمرافق الخدمية التابعة له لأضرار بالغة، وكذلك أبراج الحراسة".
وأشار التقرير إلى "وجود عوامل طبيعية تمثّل تهديداً كبيراً للأبراج والمرافق التي بدأت تتصدّع، بسبب تسرّب مياه الأمطار إلى جدرانها وأرضياتها".
وشهدت "قلعة القاهرة" عملية ترميم شاملة امتدت بين الفترة من 2002 وحتى 2012، وتعرضت للقصف والتدمير بعد عام واحد من افتتاحها رسمياً عام 2014.
يعود تاريخ القلعة إلى القرن الحادي عشر، ولعبت دوراً مهماً في تاريخ اليمن، واستخدمتها سلالات حاكمة مختلفة على مر القرون. وسمّيت "قاهرة" لأنها تقهر الأعداء وتستعصي عليهم.
تطلّ القلعة على تعز من المرتفعات الصخرية التي يبلغ ارتفاعها نحو 1500 متر فوق سطح البحر.