ثقافة: "رماية ليلية" لأحمد زين حين تحضر اليمن بصورة مهزومين بملابس أنيقة
يمن فيوتشر - خيوط الإثنين, 26 فبراير, 2024 - 10:08 صباحاً
ثقافة:

الرواية السادسة للروائي اليمني المقيم في الرياض، أحمد زين، صدرت عن دار المتوسط بميلانو، وحملت عنوان (رماية ليلية)، في 272 صفحة من القطع المتوسط. وهي كالعادة في اشتغالات زين السردية، تحفر في الموضوع اليمني بإشكاله التاريخي، ومعضلات حاضره، وآفاق مستقبله الأكثر قتامة.

 

فمنذ "تصحيح وضع" 2003، حتى "فاكهة للغربان" 2020، وبينهما "قهوة أمريكية"، و"حرب تحت الجلد"، و"ستيمر بوينت"، والكاتب يلتقط تفاصيل حياة اليمنيين ومعاناتهم المستديمة بفعل إشكالات بنية الحكم وما أنتجته من قساوة السلطة تجاه محكوميها التي دأبت دومًا على تركهم عُزَّلًا بلا حماية، ولهذا دائمًا ما يتكثف في هذه الأعمال، التاريخُ السياسي لليمن بمنعرجاته القاسية، التي بالاستطاعة معاينة محطاته والكتابة داخل أنساقه سرديًّا كما يفعل زين. 

 

في "رماية ليلية"، تحضر اليمن هذه من خلال واحدة من إفرازات الحرب المستعرة منذ أكثر من تسعة أعوام، بإنتاجها طبقة من المتكسِّبين السياسيين والعسكريين المهزومين، الذين تركوا الجبهات والمواقع والمدن الملتهبة نهبًا للميليشيات، وانتقلوا للإقامة في عواصم شتى، ومنها الرياض وفنادقها الفخمة، التي تدور فيها معظم أحداث الرواية. الصوت القوي فيها لعاملة الفندق، التي تترصد هزائمهم وإن تخفّوا بملابس واستحضروا بطولات زائفة في أحاديتيهم ومقابلاتهم!

 

جاء في تقديم الجهة الناشرة للعمل:

 

"يقدم لنا أحمد رواية كثيفة، ليس على مستوى السرد فحسب، بل على مستوى شخوصها أيضًا. ليس من السهل أن يعثر القارئ على شخصية بطبقة واحدة، بل ثمة شخصيات كثيرة تعيش وتتصارع وتتناقض وتتحاور داخلها. سرعان ما تتكشف عاملة الفندق عن هشاشة داخل القوة التي تظهر فيها، وكذلك الإعلامية التي تنطوي حياتها على أبعاد ودهاليز شائكة ومعقدة. سيصاب القارئ بدهشة الكشف لدى كل حدث يظهر فجأة، فيفصح عن جوانب وخفايا سياسية وشخصية كشف عنها الصراع الدموي الذي يجري في اليمن الراهن. 

 

رواية صراع تظهر فيها شخصيات واقعية ورمزية في الآن نفسه، تنوس بين الانتماء القبَلي والانتماء الوطني، سوف تكشف الرواية عن صعوبة اضمحلال القبَلي لصالح الوطني في الشخصيات السياسية التي تتصدر المشهد اليمني. سياسيون طارئون، أمراء حرب، جنرالات مهزومون، مسؤولون يعيشون حياة باذخة في فنادق فخمة على حساب من يعيشون في الخنادق وعلى طوابير الخبز والأمور المعيشية. 

 

رواية متشظية تفرض على القارئ أن يقوم بجمع الشظايا بنفسه، ليتوصل بعد ذلك إلى رسم مشهد كامل، الأمر الذي يعني أن يقرأ كلَّ جملة في الرواية بتركيز. فالسرد، هنا، بطل رئيس يوازي الأبطال الآخرين على مدار الرواية، إن لم يتفوق عليهم. ساعد على هذا السرد الشيق امتلاك قوي لناصية اللغة".

 


التعليقات