نعى سياسيون وأدباء وفنانون وإعلاميون الشاعر اليمني الكبير أحمد الجابري، الذي رحل عن عالمنا، السبت، في صنعاء، عن 86 عامًا شكلت مشوارًا حافلًا بالشعر والفن الجميل، عاميًا، فصيحًا وغنائيًا خالدا.
رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، أعرب في برقية عزاء باسمه وأعضاء المجلس والحكومة، عن خالص التعازي عظيم المواساة لأسرة الشاعر الجابري وأصدقائه ومحبيه، مشيرًا إلى أن الوطن خسر برحيله أحد أبرز رموزه الأدبية، وأعلامه الثقافية والإبداعية.
من جانبه، أشاد رئيس الوزراء، معين عبدالملك في برقية عزاء إلى أسرة الجابري، بالإرث الذي تركه كأحد أهم الشعراء الذين أثروا بنتاجهم الثقافي والفني المكتبة الشعرية اليمنية، منوهًا بما خلّده الجابري من "إرث شعري وفني كبير، سيظل حاضرًا من خلاله في ذاكرتنا والأجيال القادمة".
وزارة الإعلام والثقافة أصدرت بيان نعي بـ"الراحل، واحدًا من أبرز وأبلغ شعراء القصيدة الغنائية العامة الذين عرفتهم اليمن منذ السنوات الأولى في العصر الزاهي للأغنية اليمنية الحديثة التي تشكلت بصورة رئيسية في مدينة عدن الباسلة قبل الاستقلال".
وأضافت "منذ ميلاده عام 1936 بمدينة التواهي في عدن وحتى رحيله عن دنيانا بقي الجابري من أهم القامات الشعرية، تسابق على تلحين وغناء قصائده عمالقة الفن اليمني وأشهر نجوم الأغنية اليمنية من محمد سعد عبدالله إلى أحمد بن أحمد قاسم ومحمد مرشد ناجي ومحمد عبده زيدي وأيوب طارش وعبدالرب أدريس وجميل غانم وغيرهم".
وتابع بيان الوزارة "كان مناضلًا وطنيًا ينحاز لقضايا شعبه ووطنه ومعبرًا عن أحلام وتطلعات شعبنا اليمني قبل وبعد الوحدة، حاضرًا مع أبناء شعبه في كل مناسباتهم الوطنية ومنتميًا لأفراح وتفاصيل البسطاء وأشواق المهاجرين وأشجار وحقول الأرض الطيبة، مترنمًا بها لتتحول إلى معزوفات تتناقلها أسماع الناس في المدن والأرياف والجبال والسهول وبلدان المهجر، ونال إعجابًا واسعًا بين محبي الفن في بلدان الخليج العربي".
وزير حقوق الإنسان سابقًا في الحكومة المعترف بها، محمد عسكر، قال: "رحل اليوم أحد أبرز شعراء الأغنية اليمنية بعد مرض عضال"، مشيرًا إلى بعض روائع الفقيد المغناة، مثل "شفته ناقش الحنا" و"على امسيري" و"لمن كل هذي القناديل".
أضاف: "كان (الجابري) مدرسة غنائية يمنية، سيتوقف التراث الغنائي مليًا أمام إبداعاته المحفوظة في الذاكرة الشعبية".
في هذا الوداع، كتب رئيس مجلس أمناء جائزة السعيد الأدبية والإبداعية، فيصل سعيد فارع: "وداعًا طائر الاشجان… وداعًا فناننا وأستاذنا الكبير… وداعًا شاعر اليمن الغنائي الأكبر".
الروائي اليمني علي المقري قال في وداعه: "رحل اليوم أحد أعظم شعراء الأغنية اليمنية، بعد مرض وخذلان دام سنوات عانى خلالها الكثير من النكران وعدم الاهتمام".
أضاف المقري "رحل أحمد الجابري في وقت خفتت فيه أضواء قناديل اليمن وانتشر في الأجواء ظلام المليشيات ومخالبها المهشِّمة لجغرافية كانت رمزًا للجمال والحياة"، في إشارة لغنائيته الشهيرة "لمن كل هذي القناديل" التي ذاعت بصوت الفنان الكبير أيوب طارش وعزف الموسيقار أحمد فتحي.
الإعلامي خليل القاهري دوّن مقتبسًا شذرات من روائعه: "اقرءوا هنا شيئًا من الحزن: أحمد الجابري… ’ضاعت الأيام’… يااااا ليتهم علموا! ’أنا هالك وهالكني معك’، ’طائر الأشجان.. ما يشجيك في تيك الربى؟ من لوّعك؟’".
أضاف: "الجابري، ذاك الذي ازدانت البلاد بقناديل حسه وحبه، في مغناته الأيوبية الشهيرة "’لمن كل هذي القناديل’، التي تعانق بها هامات اليمنيين السماء".