صدر العدد الرابع من مجلة "الناصية" بغلاف جديد في 171 من القطع المتوسط، فصلية تُعنى بقضايا الفكر والثقافة، تصدر مؤقتًا كل ستة أشهر، عن مؤسسة "أمجد" الثقافية والحقوقية من مدينة عدن، المعلنة عاصمة مؤقتة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وهي واحدة من أندر الدوريات الثقافية الحالية في البلد الذي عانى من توقف مطبوعاته الورقية في ظل الحرب وتفاقم المعاناة الاقتصادية على نحو قاهر.
غلاف المجلة الذي فُرد على مساحة بيضاء ولوحة في الوسط، من تصميم ريان الشيباني، أبرزَ عديد ملفات لنخبة من الكتاب والباحثين اليمنيين، بينهم عبده يحيى الدباني الذي قدّم "قراءة تداولية ثقافية لقصيدة الزبيري ’رثاء شعب’"، وطاهر شمسان بشأن "الدولة المدنية.. محاولة لمقاربة المفهوم"، إلى جانب حسام ردمان حول "مسار تشكل المجتمع المدني في اليمن"، وأمين الحميدي الذي بُدئ العدد ببحثه عن "واقع التعليم في اليمن.. التحديات والرؤية المستقبلية".
المجلة التي يرأسها يحيى قاسم سهل، ويدير محمد عبدالرحمن سيف، إلى جانب سكرتير التحرير ماجد الشعيبي، أفردت ملفًا لافتًا حول "الدولة الفيدرالية"، شمل ثلاثة أوراق عن "الخيار الفيدرالي في اليمن: طريق إلى سلام دائم"، لـ محمد أحمد علي، و"الفيدرالية في اليمن.. الانتقال من دولة الغلبة إلى دولة الشراكة"، لـ عيبان محمد عبدالرحمن، إلى جانب "أسس التوزيع لعائدات الثروة الوطنية في الدولة الاتحادية.. صعوبة المسار وصواب الخيار في اليمن"، لـ عبدالجبار عبدالله سعيد.
وأشار رئيس التحرير في الافتتاحية إلى الغلاف الجديد للعدد الذي تضمن واحدًا وعشرين مادة وموضوعًا فكريًا ثقافيًا ونصًا أدبيًا، توزعت على ستة أبواب، ابتداء من "ملف العدد"، فـ"دراسات وبحوث"، إلى جانب الأدب والفن، ومدن وتاريخ، المجتمع المدني والإصدارات الجديدة، فيما زينت غلافها الأخير لوحة لـ آمنة النصيري.
ولفت يحيى سهل إلى أن العدد الصادر في ديسمبر/كانون الثاني 2023، تزامن مع مرور عامين على تأسيس المجلة، إلى جانب الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، التي وصفها بـ"الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني" على يد "الكيان الصهيوني"، حد تعبيره، منددًا بما أسماه "نفاق الإعلام الغربي وأكاذيبه المدافعة عن جرائم المحتل الصهيوني".
ومؤسسة أمجد الصادرة عنها المجلة، هيئة مدنية أهلية نوعية ثقافية فكرية بحثية إنسانية غير حكومية وغير ربحية، مستقلة من أي ارتباط حزبي أو سياسي، تعمل في مجال التنوير والتنمية الثقافية ومناصرة الحق في التعليم والتثقيف ونشر ثقافة المواطنة والمدنية وحقوق الإنسان، فيما تحمل اسم الناشط "أمجد محمد عبدالرحمن"، أحد ألمع الشباب المثقف في عدن، اغتيل على يد متطرفين ملثمين، منتصف مايو/أيار 2017 في المدينة الجنوبية المطلة على البحر العربي، جنوبي اليمن.