محطات عدة مر بها الكاتب والروائي اليمني علي المقري حتى بلغ مرحلة دفعت أعماله إلى إثارة الجدل في الشارع.
ينتمي المقري إلى جيل الحداثة بين الأدباء اليمنيين المعاصرين الذين اخترقوا المحظور وتناولوا تفاصيل العلاقات الإنسانية بشيء من الجرأة وخارج الصندوق الكلاسيكي، بعد أن شق لنفسه طريقاً إبداعياً منحه مكانة مشهودة توجت بوسام الثقافة الفرنسية من درجة "فارس".
كانت بدايات ما يمكن اعتباره "التمرد" على السائد في عام 1996 عندما "وقعت على عقد نشر كتابي الخمر والنبيذ في الإسلام في دار رياض الريس في بيروت على أن ينشر الكتاب في العام التالي، ونشرت مقتطفات من الكتاب في صحيفة الجمهورية بتعز وبعدها تعرضت لهجوم من قبل الإسلاميين فألقى رجل دين خطبة تحريضية ضدي ونقلتها إذاعة تعز وكذا صحيفة الصحوة الناطقة باسم حزب الإخوان المسلمين ليصبح مقالها منطلقاً لخطبة الجمعة في مساجد اليمن وكذا خطبة أخرى للشيخ السلفي مقبل الوادعي". ألحقت هذه الحملة "الضرر بي في مجال عملي الصحافي وعلاقتي بعائلتي كوني أعيش في مجتمع محافظ".
لم تتوقف الحال عند هذا الحد، بحسب قوله "فبعد توسع الحملة التحريضية والتكفيرية قرر الناشر في بيروت إلغاء نشر الكتاب وأرسل لي رسالة قال فيها دع المبلغ الذي تلقيته مقدماً لأي كتاب تجيده قريحتك".
ولأن الحملات التحريضية كانت تزداد بين وقت وآخر، "بسبب المقالات والكتابات التي انتقدت فيها جوانب تطرف في الثقافة الإسلامية أردت فيها أن أوثق ما كتبته فطبعت كتاباً يحتوي هذه المقالات وتم تداوله بشكل سري".
عاد الناشر اللبناني النظر عن قراره "فأصدر الكتاب عام 2007"، الذي يشير كاتبه إلى أنه "لا ينطلق من موقع ديني ويقدم قراءة ثقافية للنصوص الدينية المتعارضة، المغيب بعضها".
الجدل والوصاية
وأخيراً أثارت تناولاته الجريئة التي تضمنتها روايته "حرمة" و"اليهودي الحالي" وغيرها الجدل كونها تتعلق بسرد ما تتضمنه اللقاءات الحميمية والاختلاف بين رفضها وتقبلها أو لمزها باعتبارها محاولة للخروج عن المألوف ولفت نظر القراء.
يوضح المقري أن روايته سبق أن "منعت بعد حملة تكفيرية في عام 2013 حين قام تنظيم القاعدة بتهديد الأستاذ أحمد العرامي بقطع رأسه لأنه اقترح على طلابه قراءة الرواية فاضطر للهرب إلى مصر".
في غضون ذلك يرى أنه لم يقم "إلا باختبار إشكالات إنسانية من زاوية أدبية"، معتبراً أن "المشكلة تبدو في أذهان الكهنوت الديني الذين يريدون أن يتدخلوا في كل تفاصيل حياتنا ماذا نأكل وماذا نشرب وماذا نقول".
للاستماع إلى حلقة البرودكاست والاطلاع على المادة من موقعها الاصلي:
https://www.independentarabia.com/node/476136/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%B8%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%82-%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%B9