صدرت حديثًا عن دار عناوين بالعاصمة المصرية القاهرة رواية "وَيْن.. حكاية نبيذ" للكاتب والناقد اليمني نجيب الورافي في 300 صفحة من القطع المتوسط، يدور موضوعها حول الحضارة اليمنية منذ مسارات مجدها وقوتها حتى لحظات ضعفها في ظل تداخل صراعات واستقطابات القوى الخارجية والداخلية الـ تسببت بأفولها.
تدور الأحداث الروائية بداية القرن السادس الميلادي، أحد أكثر المراحل تأثيرًا في التاريخ الحضاري، لتتناول قصة قافلة نبيذ لتاجر يمني وابنه وإحدى العاملات في القافلة التي انطلقت من الجوف باتجاه بلدتي غزة وحيفا شمالًا، فتعرج في الأثناء على أحداث الصراع الدائر بين الملك الحميري "يوسف أسأر يثأر" والمسيحيين في ظفار.
وفيما تخوض شخصية البطل وشخصيات أخرى غمار الصراع الإقليمي بين بيزنطة والأحباش من جهة والفرس وأحلافهم المناذرة من جهة أخرى، تستعرض الرواية حِلف "الإيلاف" بصفته حلفًا اقتصاديًا كان له تأثيره في مجريات الأحداث، وفي مخاض هذا الحلف في بلدة عسير يُقتل رب القافلة قبل أن يواصل ابنه وحبيبته الرحلة ويتزوجان في حيفا، على ضفاف المتوسط.
مؤلف الرواية نجيب عبده الورافي (57 عامًا)، وهو أستاذ الأدب المشارك في كلية الآداب بجامعة ذمار، حاول أيضًا في باكورة إصداراته الأدبية، استعراض أحداث الصراع في نجران بين الملك الحميري والمسيحيين المعروفة في النص الديني بـ حكاية الأخدود، لتأفل تاريخيًا بانتهاء الملك ودخول الأحباش.
وفي نجران هذه، إلى الشمال اليمني وضمن الأراضي السعودية في الوقت الحالي، تتشتت القافلة جراء الحرب، لتخوض عاملتها (البطلة) حربًا لا تعنيها وليست طرفًا فيها، قبل أن تعود، بانتهاء المعارك، إلى استئناف نشاطها وولادة الشخصية طفلها البكر.